تجد تونس اليوم نفسها في منعرج غير مُريح على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي في ظل نسبةِ بِطالة مرتفعة، ونسق نمو اقتصادي بطيء.
يضاف إلى ذلك اختلال توازن سوق العمل بشكل مقلق، وهو ما يُسْتشَفُّ من خلال وجود نوع من النفور وعدم التلاؤم بين مؤهلات الباحثين عن موطن شغل ومطالب المنشآت الاقتصادية، وما تبحث عنه من مهارات.
وبافتراض تساوي بعض المقاييس الأخرى، فإن أهل الاختصاص (صُلْب منظمة العمل الدولية) يؤكدون أن السبب الأساسي الكامن وراء عجز اليد العاملة عن التحرك بيسر وعن تجاوز بعض الاكراهات الشخصية والجماعية حتى ترتقي إلى مستوى متميز من المهارة للفوز بموطن عمل هو المتسبب في هذا الاختلال.
وما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد هو أن جزءا كبيرا من هذه العوامل يظل مقترنا بطبيعة سلوك الباحثين عن عمل ( أما لأول مرة أو من بين الذين يمارسون شغلا ) وهم أميل إلى العدول عن البحث عن عمل أو إلى إلقاء اللوم على غيرهم من المتدخلين وتحميلهم مسؤولية الوقوع في الخطأ وارتكاب الذنب.
والأهم من ذلك هو أن يتم التفكير في البحث عن نموذج سوق يرتكز على الفرد؛ الفرد الذي يتدبر أمره بنفسه، ويختار مساره المهني بوعي كامل.
انطلاقا من هذا الاعتبارات، تعتزم الوكالة الألمانية للتعاون الدولي تنظيم ورشة مخصصة لتقديم دليل الوزارة لتحسين المهارات في مجال البحث عن العمل وذلك في إطار برنامجها ” تحالف من أجل النماء الاقتصادي والشغل – حوار اجتماعي – ” بإنابة من الوزارة الفدرالية للتعاون الاقتصادي بألمانيا.
وستتيح الورشة فرصة تقديم الأدوات التي وقع الاختيار عليها لفائدة باحث عن عمل له الاهلية الكافية لكي يبحث عن موطن شغل ويحافظ عليه، وإحراز تقدم على مسار الشغل، والتكيف مع التغيرات طوال الحياة المهنية.
ومن جهة أخرى، أكد السيد لوكاس بوار، رئيس مشروع ” تحالف من أجل النماء الاقتصادي والشغل/ حوار اجتماعي ” مجدَّدًا التزام الوكالة الالمانية للتعاون الدولي بالاستمرار في مساعدة تونس وإسنادها في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بمقاومة البطالة وتوفير مزيد من عروض الشغل الكريم لفائدة الشباب التونسي والسعي إلى تيسيرها أكثر فأكثر.
وأكد السيد محمد البكاي، ممثل الاتحاد العام التونسي للشغل، حرص المركزية النقابية التونسية على الدلو بدلوها بكل عزم في الجهود الرامية إلى تحرر الشباب التونسي والشغالين حتى يأخذوا بأسباب العيش الكريم ويسر الحال وتتهيأ للجميع ظروف أفضل في مجال العمل.