بقلم عبد الجليل المسعودي هل يمكن اعتبار الإقبال الجماهيري، قليلا ام كثيرا، في بلادنا اليوم معيارا موثوقا يمكن اعتماده للحكم لقيمة العمل الفني أو عليه؟ طرحت السؤال على نفسي وأنا أغادر مسرح قرطاج إثر عرض الفنان محمد القرفي الذي افتتح به الدورة 59 للمهرجان الدولي وأعطاه عنوانا لا يخلو من طرافة خادعة: "من قاع الخابية"، فوجدتني أجيب-نفسي- بلا ! قطعا لا ! القرفي الذي شهدتُ شخصيا بداياته منذ خمسين سنة مضت، هو نفسه القرفي الذي رأيته على الركح الأثري ليلة السبت. ثابتا في توجهاته الفنية، صارما في قيادته للأركسترا، دقيقا في خياراته للأعمال التي ينتقيها، حريصا على التأدية الموسيقية العالية. وهو نفسه محمد القرفي بإحساسه وعناده وعمقه. قدّم خلال عرضه مختارات من المدوّنة الغنائية الوطنية التي تتوافق مع فترة ما قبل الاستقلال وبعدها، اي مابين اربعينيات وستينيات القرن الماضي، وهي سنوات غنية بالانتاجات الأدبية والغنائية التي انطلقت في التأسيس للشخصية التونسية الثقافية بالإنفتاح دون تحرّج على انماط جديدة في التأليف والأداء من تجارب الثقافات التي كانت زمنئذ مهيمنة، مشرقًا ( مصر والشام)...
اقرأ المزيد© 2021 تونس مباشر - يمنع نسخ المواد دون الحصول على اذن مسبق.
© 2021 تونس مباشر - يمنع نسخ المواد دون الحصول على اذن مسبق.