بقلم عبد الجليل المسعودي من الأفكار المنتشرة السائدة، والتي ترقى عند الكثيرين منّا إلى مستوى المعتقد، أن الخليج العربي هي أقرب الأقاليم العربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذه القربيّة تكسبها مناعة طبيعية وتضعها في مأمن من كل التهديدات الخارجية. ويعود أصل هذا الإعتقاد إلى مستوى العلاقات وكميّة المصالح التي تربط الطرفين والتي يعود تاريخها إلى "اتفاق كوينسي" في فيفري 1945 إبّان الحرب العالمية الثانية، بين الرئيس روزفالت والملك عبد العزيز آل سعود والتي التزمت بموجبها الولايات المتحدة بتوفير الحماية العسكرية للملكة الناشئة ومركز الثقل في الخليج، مقابل ضمان إمدادات النفط لأمريكيا. ولقد تواصلت تلك العلاقات وتوسّعت، وتعمّق التقارب على خلفيّة أحداث عالمية وجهويّة كبرى منها قيام الثورة الإسلامية في إيران، وتأسيس مجلس دول الخليج العربي، وانفجار الإمبراطورية السوفياتية، ونشوب حربي الخليج الأولى والثانية، وصعود القوّة الصينية...، وكلها أحداث وتطورات عززت العلاقات وكرّست التفاهم والتقارب الخليجي-الامريكي في شكل تدفق هائل لا يتوقف لرؤوس الأموال وشرءات الأسلحة وإنشاء القواعد العسكرية ومنها، وأهمها، قاعدة العُديد بدولة قطر التي أنشئت سنة 1996 في خضمّ حرب...
اقرأ المزيد© 2021 تونس مباشر - يمنع نسخ المواد دون الحصول على اذن مسبق.
© 2021 تونس مباشر - يمنع نسخ المواد دون الحصول على اذن مسبق.