بعد ان ظنناها قد ولّت و انتهت و دخلت ارشيف العادات السئية، رجع جزارون كثيرون الى طريقة عرض اللحوم خارج محلاتهم وراحوا يعلقونها في الهواء الطلق ليجعلوها عرضة للتلوث بالغبار و دخان السيارات.
القانون يمنع عرض اللحوم خارج المحل و يفرض على البائع و ضعه داخل ثلاجة شفافة او في واجة بلورية مبردة، لكن هؤلاء الجزارون يتحيلون على القانون بلف اللحوم المعروضة في و رق السيلوفان للايهام بحمايتها من التلوث، دون ان يثير هذا التلاعب الخطير بصحة المواطن ردة فعل حقيقية من جانب سلطات المراقبة الصحية.
الغريب في هذا ان المواطن المستهلك لهذه اللحوم يحبذ رؤيتها معروضة بهذه الطريقة ليتأكد انها طازة وشهية، وهذا يدل على قلة وعي واطلاع تتحمل مسؤوليته الدولة التي لم تول ما يجب من عناية واهتمام لارشاد المواطن المستهلِك و تثقيفه التثقيف الصحي الكافي.
لو كان لي لسَلّطتُ عقوبة على الجزارين المخالفين تردعهم عن ممارسة مثل هذه العادات البالية التي لا تعرض صحة المواطن الى الخطر و حسب، و انما تعطي كذلك صورة توحي بالتخلف والقسوة عن التونسيين لزوارها من السواح الاجانب.
العربي الزغلامي