بقلم عبد الجليل المسعودي يقال إن الفيلسوف الالماني كانط Kant، والذي كانت حياته مضبوطة ودقيقه كالسّاعه، لا يتخلف أبدا عن جولته الصباحية التي كان يقوم بها في غابة محاذية لمنزله في مدينه كونغزبورغ، حيث كان يتفرغ للتفكير والتأمل.لكن حدث مرّة -مرّة واحدة- أن توقف الفيلسوف عن القيام بجولته واكتفى بالسير بضع خطوات. كان ذلك يوم بلغته اخبار قيام ثورة 1789 الفرنسية. يومها اقتصر على القيام ببعض خطوات عاد بعدها الى مكتبه وهو يقول بأعلى صوته " لقد وجب التوقّف عن كل نشاط غير الوقوف تقديرا واجلالا لما فعله الشعب الفرنسي". انا لا أكاد أشكّ لحظة في تكرار الفيلسوف الألماني -لو كان حيّا- لوقفته التاريخية إجلالا واكراما وهو يشهد هبّة نفس الشعب الفرنسي لقطع الطريق امام اليمين المتطرف و تسفيه أحلامه العنصريه في لحظه قطيعة سياسية فارقة. أمس تكلمت الديمقراطيه عبر صناديق الاقتراع و أفصحت عمّا يجيش في ضمير وعقل ووجدان الشعب من حقيقة رفضه الصّارم لحزبٍ يريد ان يحكم فرنسا بممارسه التفريق بين مواطنيها على أساس المعتقد أو لون البشره أو الأصل...
اقرأ المزيد© 2021 تونس مباشر - يمنع نسخ المواد دون الحصول على اذن مسبق.
© 2021 تونس مباشر - يمنع نسخ المواد دون الحصول على اذن مسبق.