تقول كُتب التاريخ إن مسجد قرطبة الكبير كان في الاصل معبدا وثنيا ثم وقع تحويله الى كنيسة قبل ان يجعل منه المسلمون الاندلسيون تحفة معمارية نادرة تشهد على رقي وتقدم ما بلغته حضارة العرب السلمين خلال وجودهم في اسبانيا و الذي امتد من القرن الثامن الى القرن القرن الخامس عشر.
بعد الاسترداد تم تحويل مسجد قرطبة الى كتدرائية لكن اسمها بقي حاضرا في اذهان شعوب العالم تحت مسمى مسجد قرطبة يقصده الزوار بالالاف كامل ايام السنة.
وقد صنفت منظمة اليونسكو هذا المسجد – الكاتدرائية المهيبة تراثا عالميا في سنة 1984، وهو ما زاد من اهتمام السياح بهذا المعلم التاريخي الشامخ منذ الف سنة و كثفوا زيارتهم له.
غير ان هذه التحفة المعمارية اصبحت ضحية جمالها و قد تدفع غاليا ثمن نجاحها في استقطاب السياح اذا لم يقع الحدّ من تدفقهم بالاعداد الحالية الكبيرة، وهذا في الحقيقة ما خلص اليه تقرير انجزه خبراء معماريون و مختصون قدموه للحكومة الاسبانية.
وحسب ما جاء في التقرير الذي نشرت خلاصته جريدة التايمز البريطانية فان هناك خطرا وشيكا اصبح يهدد المعلم سببه كثافة السياح الذين تؤدي حرارة اجسامهم لاسيما في فصل الصيف حيث تتجاوز الحرارة في مدينة قرطبة 45 درجة، الى تبخّر المياه الموجودة في المبنى ما يؤدي الى اتلاف مواد البناء التي شُيّد بها المسجد بشكل لا يمكن اصلاحه حسب ما جاء في التقرير.
وقد بدأ الضرر يلحق بعدة اماكن من المسجد و خصوصا بمحرابه الغني بزخارف فريدة. ومما يزيد من القلق حول استمرارية هذا المعلم الرائع غياب التهوية الكافية واستحالة تلافي هذا النقص دون المس من خصوصية المعلم و جماليته.

