في تصريحات صحفية على هامش منتدى اقتصادي بميلانو: “تونس بوابة افريقيا” الذي افتتحه سفير تونس بإيطاليا السيد معز السيناوي، يوم 9 ديسمبر 2021، الذي نظمته السفارة ووكالة النهوض بالاستثمار الخارجي بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة التونسية الإيطالية ووكالة بروموس ايطاليا “Promos Italia” المساندة للشركات الإيطالية بالخارج.
أوضح السفير ان هذا اللقاء، يلتئم لاول مرة بحضور مكثف لرجال أعمال ورؤساء مؤسسات اقتصادية وخبراء اقتصاديين وصحفيين (حوالي 150-160 شخص) داخل قاعة اجتماعات في ايطاليا منذ انتشار جائحة كورونا..
وتركّز تدخل السفير عن المزايا التفاضلية التي تقدمها تونس للمستثمرين الأجانب بصفة عامة والمستثمرين الإيطاليين بصفة خاصة، ومن بينها بالخصوص القوانين المحفزة للاستثمار بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي لبلادنا في قلب البحر الأبيض المتوسط الذي يجعلها بوابة مثالية لدخول الأسواق الافريقية.
ورغم كل الهنّات والأزمات تبقى صورة تونس ناصعة في مجال الأعمال وجلب الاستثمارات الخارجية بشهادة بعض المستثمرين الايطاليين المنتصبين في تونس في مختلف المجالات الذين بينوا في شهاداتهم الحية نجاحاتهم من خلال بعث المؤسسات وتحقيق نتائج مميزة جعلتهم يرغبون في مزيد توسيع أنشطتهم في تونس وهذا برغم الوضعية الاقتصادية الدولية الصعبة.
وكان السفير قد أدى، يوم 8 ديسمبر 2021، زيارة إلى الجناح التونسي في الدورة 26 لمعرض الصناعات التقليدية بمدينة ميلانو بشمال ايطاليا حيث اطلع على ظروف المشاركة التونسية وتواصل مع العارضين التونسيين، الذي عددهم حوالي 42 بين عارض وشركة من عدة اختصاصات في هذا المعرض الذي تواصل الى غاية 12 ديسمبر 2021.
وأبدى السفير خلال زيارته للجناح التونسي ملاحظاته الدقيقة للعارضين حول الطريقة الخاطئة لتقديم بعض المنتوجات لجمهور شغوف يهتم بالمظهر وبالشكل لتثمين منتوجاتنا وتقديمها في صورة لائقة تحفز الزائرين على التوقف عندها طويلا، مما يساعد على ترويجها وتكثيف التبادل التجاري مع ايطاليا والتعريف بالوجهة السياحية لبلادنا.
وفي دردشة خاطفة جمعتني بسعادته تحدث السيناوي بصراحة عن حجم التحديات التي تنتظرنا لزيادة التبادل التجاري مع ايطاليا ومنها التحرك السريع لممثلياتنا الاقتصادية المنتصبة بالشمال الايطاليا لمزيد الحركية لتنمية الصادرات الى ايطاليا وترويج الوجهة السياحية لبلادنا وجلب الاستثمارات الايطالية.
ومن جهة أخرى تحدث السفير عن تحفيز اعضاء الجالية التونسية بالخارج لزيادة حجم تحويلاتهم المالية من جهة، والاستثمار في مناطقهم لتشغيل العاطلين عن العمل.
وفي حديثه عن الترحيل القسري للآلاف من المهاجرين غير النظاميين قال السفير هذه مغالطة كبيرة يستعملها بعض السياسيين لأسباب شعبوية لا تمت للحقيقة بصلة، وليس هناك اي اتفاقات سرية بين تونس وايطاليا والاتفاق الوحيد هو الذي أمضاه السيد الحبيب الصيد رئيس الحكومة السابق من جهة ووزير الداخلية الايطالية السابق روبارتو ماروني، وأهم بنود الاتفاق التنصيص الاتي:
كل مهاجر يجتاز الحدود الايطالية بصورة غير شرعية يتم ترحيله آليا الى بلاده بعد التثبت من هويته، وتلتزم ايطاليا من جهتها بالاستثمار في الاماكن الداخلية المهمشة للحد من الهجرة غير الشرعية.. ورغم كل هذا، فان عدد المهاجرين غير الشرعيين وصل الى ايطاليا هذه السنة الى حوالي 15 الف مهاجر غير شرعي، تم ترحيل أقل من 2000 منهم فقط بينما العديد من المهاجرين تم تسريحهم من مراكز الحجز المؤقت وتوجهوا الى بلدان اخرى بارادتهم..
ومن ناحية أهم الانجازات التي تحققت على ايدي سفير تونس بروما ومصدر فخر بالنسبة له، هو تنظيمه لمعرض “قرطاج الأسطورة الخالدة”…
في قلب مدينة روما داخل المدرج الروماني “الكولوسيوم” اشهر المعالم الاثرية في العالم وأحد العجائب السبع، لأول مرة في تاريخ العلاقات الثقافية بين تونس وايطاليا، حيث تسنى دخول قرطاج سلميا الى روما لتعرض قطعا اثرية لا ثمن لها كدرع حنبعل الذي كلف المنظمين من الجانب الايطالي 600 الف اورو كتأمين اجباري، حوالي 2 مليار من المليمات..
مدة المعرض كانت مقررة من 26 سبتمبر 2019 إلى 29 مارس 2020 لكن جائحة كورونا حالت دون اتمام هذه المدة للأسف الشديد..
شهد المعرض اقبالا كبيرا من الزوار، كتبت عنها اغلب الصحف ووسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وتم الترويج له اعلانيا بصورة رائعة حيث تزينت بالمناسبة حافلات روما بصور المعرض، وكذلك محطات المترو والمطار وأهم الساحات.
لكن بسبب الفيروس القاتل وغلق الاماكن العامة تم حذف ثلاثة أشهر من العرض والحفل النهائي الذي كان من المفروض احياءه من طرف فنانين ومثقفين من الجانبين التونسي والايطالي من بين هؤلاء الفنان لطفي بوشناق..
وبهذه المناسبة تم طبع نسخ كثيرة لكتاب ضخم لعدو الأمس “قرطاج الخالدة”.