بلغت مؤشرات الإثارة أقصى درجات الارتفاع في الشوط الاول رغم الحذر الواضح في تكتيك المدربين منذر الكبير ومجيد بوقرة. وقد توفرت الفرص السانحة للتسجيل للمنتخبين إذ كاد بلال العيفة في الدقيقة 24 ان يسجل هدف الافتتاح لكن العارضة الأفقية أنقذت مرمى المبولحي الذي ابدع قبلها بعشر دقائق في التصدي لتسديدة نعيم السليتي.
في المقابل توفرت أيضا لمنتخب محاربين الصحراء فرصتان واضحتان أضاع الأولى الشتي حين سدد خارج المرمى رغم موقعه المناسب وفي الثانية ابدع معز حسن في أبعاد كرة بوجناح إلى الركنية.
تميز منتخب نسور قرطاج تكتيكيا حيث رغم انه لعب بمهاجم واحد صريح الا انه نجح في خلق الكثافة العددية في مناطق منافسه بفضل تقدم المجبري والشعلالي وحتى المدافعين في الكرات الثابتة كما أنه عول على الكرات القصيرة وعلى التسربات ومراوغات السليتي والمساكني وايضا دراغر ونجح في الوصول إلى مرمى المبولحي اكثر من مرة ودفع الجزائريين إلى الحذر في الدفاع وعدم مجازفة مدافعيه بدعم خطه الأمامي كما نجح وسط ميدان منتخبنا في تضييق المساحات امام المنافس والضغط عليه بقوة لمنع من بناء هجماته براحة بال كما لم يجنح منتخبنا إلى المحاصرة الفردية لمهاجمي الجزائر مديرا الضغط من وسط الميدان على من تصله الكرة ومنعه خاصة من التمرير في ظهر مدافعينا.في الشوط الثاني كان اللعب أيضا متعادلا مع اسبقية طفيفة للمنتخب الجزائري الا انه لم يكن خطيرا امام مرمى معز حسن وعول منتخبنا على مراوغات السليتي والمساكني الذي اطلب في مرات كثيرة في احتكار الكرة حارمه زملاءه من تمريرات ستكون خطيرة بحكم موقعهم المناسب وكان لتراجع دراغر للتغطية في جهته اليمنى اثره السلبي على خطورة تونس في الهجوم.
كما أن اطناب المساكني في احتكار الكرة حرم منتخبنا من المباغتة بل انه في كل مرة كانت فيها الكرة تفتك منه إلا ويصنع محاربو الصحراء الخطر مستغلين تقدم مدافعينا وسرعة مهاجميهم وكان الأجدر بالمدرب الكبير إخراج المساكني وليس المجبري إذ وقتها سيتحرر السليتي من الضغط بحكم قرب موقعه من المساكني وتشابه اسلوب لعبهما وبامكان السليتي والمجبري مد المهاجم الجزيري أو البديل بن رمضان بالكرات اللازمة. في الحصة الإضافية الأولى دخل منتخبنا بقوة وتوفرت له فرصة لم يحسن استغلاله.وفي الدقيقة 100 استغل صيود سوء تمركز من مدافعينا وحالة من البهتة ليسدد كرة من 25 مترا ليضعها في زاوية بعيدة عن الحارس معز حسن مستغله تقدمه.
بعد الهدف لعب الكبير الكل في الكل فاستغنى عن لاعب وسط دفاعي هو فرجاني ساسي واقحم سعد بقير كما اقحم معلول بدل بن حميدة للبحث عن العقم الهجومي والتوزيعات من الناحية اليسرى في ظل ضعف الجزائر من تلك الناحية وبالفعل رفع نسور قرطاج من ضغطهم الهجومي وتوفرت فرص التعديل خاصة في آخر الحصة الإضافية الأولى وفي الحصة الثانية توفرت عديد الفرص لمنتخبنا الا ان صلابة الدفاع الجزائري منعته من التعديل وفي الوقت بدل الضائع وحين توفرت لمنتخبنا ركنية تقدم كل اللاعبين بمن فيهم الحارس معز حسن بغاية التعديل خاصة أن الحكم كان سيعلن عن نهاية اللقاء وصلت الكرة إلى الإبراهيمي الذي وجد نفسه وحيدا امام الشباك بعد أن جرى دون أي مضايقة فسجل الهدف الثاني لينه بعده الحكم الألماني اللقاء بفوز مستحق للجزائر مع أداء ممتاز لتونس التي ابهرت متابعي هذه البطولة.تشكيلة المنتخب معز حسن _ دراغر _ بن حميدة (معلول ) _ العيفة _ الطالبي _ فرجاني ساسي (سعد بقير) _ الشعلالي _ المجبري (بن رمضان) _ المساكني _ السليتي (فراس بالعربي) _ الجزيري