
مرت 20 عامًا على اعتماد الأورو داخل الاتحاد الأوروبي ففي 1 جانفي 2002 بدأ تداول العملة الجديدة في 19 دولة من دول الاتحاد.
وهي العملة الأكثر استخدامًا في العالم بعد الدولار.
تأسس إدخال الأورو بموجب أحكام معاهدة ماستريخت (هولندا) لعام 1992 المتعلقة بإنشاء الاتحاد الاقتصادي والنقدي. تم الميلاد الرسمي للعملة الأوروبية الموحدة في 1 جانفي 1999 ، مع بيان صحفي من مجلس الوزراء الأوروبي.
ويعود ظهور الأورو لأول مرة في الأسواق المالية إلى عام 1999 ، بينما بدأ التداول النقدي فعليًا في 1 جانفي 2002 في دول الاتحاد التي اعتمدت العملة الجديدة لأول مرة.
ما معنى ذلك المشروع المقدر أن يغير وجه أوروبا؟ كان قلب معاهدة ماستريخت بلا شك العملة الأوروبية الموحدة.
لم يعد في تونس الحديث على انزلاق الدينار، دائما الى الأسفل للأسف، لقد أصبح اكثر استقرارا في الأسفل، يهم التونسيين الحصول على أبسط مستلزمات الحياة ومقاومة التفقير وغلاء المعيشة وخاصة أسعار المواد الموردة من الخارج التي اصبحت اسعارها (ضارب اكثر من ثلاثة) وهي القيمة المقدرة للدينار مقابل الأورو.
وحتى التصدير الذي كان له ان يزدهر في ظل ضعف الدينار، لم يستفد الا في سنوات العشرية ما قبل الفائتة لاسباب نعرفها جيدا وزادت الكورونا تعميق الجرح الى مستوى التعفن.
المهاجرون التونسيون باوروبا وغيرها ابتهجوا في الاول لقوة اليورو مقابل الدينار (1 أورو = 3 فاصل دينار) لكن في المقابل قوة اليورو اضعفت القيمة الشرائية في تونس الى حدود خطيرة ولم تعد الأوروات المرسلة الى عائلات المهاجرين تسد حاجتهم المعيشية، وأدى اختلال التوازن بين التصدير والتوريد الى ضعف الاقتصاد والمالية العمومية والتداين وتغول السوق الموازية والتهريب الشيء الذي أدى الى بروز الغضب الشعبي والاحتجاجات وتعطيل الانتاج في المدن والجهات في كامل البلاد ضد التدهور المعيشي والبطالة وانسداد الأفق أمام الشباب الذي اصبح مصرا على الهجرة وركوب عرض البحر بالرغم من المآسي التي تصلنا من حين الى آخر.
ونستهل سنة 2022 بقليل من التفاؤل بعد الاعلان يوم 13 ديسمبر عن المواعيد الهامة التي تنتظرنا من الاستشارة الى الاستفتاء وصولا الى الانتخابات التشريعية في 17 ديسمبر القادم.
والعودة تدريجيا الى الممارسة الديمقراطية مع انتهاء الفترة الاستثنائية للخروج بالبلاد من عنق الزجاجة. ولكن الاصرار على مخالفة الرئيس قيس سعيد في كل التدابير المتخذة من طرفه ونعته بالانقلابي لا يخدم مصلحة البلاد العليا ووضع بعض الاشخاص في الاقامة الجبرية لا يعني ايداعهم السجن بدون محاكمة، ورأينا بعض من جرب هذه التجربة من رجال السياسة والصحافة وتم فك حصارهم عندما انفرجت الامور..
في الختام أذكركم بمقولة شهيرة لمحمود درويش: “الحب هو أن أعاتبك وتعاتبني على أصغر الأخطاء، هو أن أسامحك وأن تسامحني على اكبر الأخطاء”.
