تفتح الحرب في أوكرانيا في الواقع عملية البحث عن مصادر جديدة لحماية احتياطيات الغاز في ايطاليا، وبالتالي جعله متاحًا فقط للاستخدامات المباشرة بدلاً من استخدامه لإنتاج الكهرباء.
إنها مسألة الاستعداد للطوارئ ، في مواجهة احتمال اندفاع سيناريو الأزمة.
ووفقًا لهذا المنطق ، وافقت الحكومة الايطالية على حزمة إجراءات “توفير الغاز” الجديدة الواردة في المرسوم للتدخلات في أوكرانيا.
في الواقع ، يتيح هذا الحكم إعادة فتح مصانع الفحم وزيت الوقود.
كما تحرك وزير الخارجية لويجي دي مايو على جبهة أخرى ، حيث ذهب مع الرئيس التنفيذي لشركة “إيني” البترولية كلاوديو دي سكاليزي ، إلى الجزائر التي تعد بالنسبة لايطاليا موردًا مفيدًا للغاز (وحتى أكثر الآن) من الممر الجنوبي ، خط أنابيب ترانسميد.
يقولون في رئاسة الحكومة أنهم ليسوا في حالة طوارئ بعد ، ولكن يعملون لحماية البلاد بـ”تنويع المصادر”.
في الواقع ، تسمح اللوائح المعنية على الفور، إذا لزم الأمر ، بتقليل استهلاك الغاز لمحطات الطاقة، من خلال الإنتاج من مصادر أخرى، مع الحفاظ على مساهمة مصادر الطاقة المتجددة.
في حالة وجود أي مشكلات حرجة، من المتصور خفض استهلاك الغاز في قطاع الطاقة الحرارية.
على وجه التحديد، في حالة الطوارئ، سيكون من الممكن فتح محطات تعمل بالفحم، لحماية احتياطيات الغاز وتجنب استخدامها لإنتاج الكهرباء.
ويسعى الإجراء، الذي يفتح أيضًا على محطات زيت الوقود ، إلى التعامل مع حالة طوارئ محتملة في أعقاب الصراع بين روسيا وأوكرانيا رسميا، 45٪ من الغاز الإيطالي يأتي من موسكو.
وخط الأنابيب الذي يصل من خلاله إلى ايطاليا يعبر مسرح الحرب الحالية.
فالمرسوم يشير إلى أنه “لمواجهة عدم الاستقرار الاستثنائي لنظام الغاز الطبيعي الوطني الناجم عن الحرب في أوكرانيا، وكذلك من أجل السماح بملء مخزون الغاز (لشتاء 2022-2023)، استهدفت الإجراءات في زيادة توافر الغاز وفي التخفيض المخطط لاستهلاك الغاز المتصور في خطة الطوارئ لنظام الغاز الطبيعي الإيطالي».
في حالة الطوارئ ، إذن ، مع تقليل استهلاك الغاز الطبيعي لمحطات الطاقة الحرارية، تعد “تيرنا” (الشركة التي تدير شبكة الكهرباء الوطنية) “برنامجًا لتعظيم استخدام محطات توليد الكهرباء” (مع طاقة أعلى 300 ميغاواط) التي “تستخدم الفحم أو المازوت”.
تم الكشف عن هدف الحكومة من قبل وزير التحول البيئي روبرتو سينجولاني متحدثًا على هامش اجتماع مجلس الطاقة الاستثنائي للاتحاد الأوروبي في بروكسل: “نعمل جميعًا على التحرر من الاعتماد على الغاز الروسي”.
ثم يطمئن إلا أنه لا يوجد طارئ ؛ الطمأنينة التي تأتي أيضًا من الاتحاد الدولي لقطاع البترول أنه في الوقت الحالي “لا توجد مشاكل مع إمدادات الغاز في إيطاليا”.
ومن ناحية ، إذا حذرت شركة غازبروم ، عملاق الغاز الروسي ، أوروبا بشأن الاحتياطيات في منشآت التخزين لفصل الشتاء المقبل “سنحتاج إلى ضخ كميات لم تشهدها البلاد من قبل” ؛ من ناحية أخرى ، يركز “دي مايو” ، جنبًا إلى جنب مع المسؤول الاول عن شركة “إيني” ، على الجزائر ، حيث كانا يزورانها على وجه التحديد لتعزيز التعاون في مجال الطاقة في ضوء الصراع في أوكرانيا.
ويضيف الوزير الايطالي: “لقد أبرزت للسلطات الجزائرية تأثير الأزمة على الأمن الإيطالي والأوروبي، للتخفيف من الآثار السلبية، تعتزم الحكومة الإيطالية زيادة إمداداتها بالطاقة، ولا سيما الغاز، من مختلف الشركاء الدوليين، بما في ذلك الجزائر”.
ويختتم دي مايو بالقول “تشهد بوضوح زيارتنا السريعة للجزائر أننا لن نضيع لحظة واحدة في القيام بذلك”.
بشكل عام ، وحتى قبل الحرب في اوكرانيا، تركزت أزمات الطاقة على تعافي الطلب على الفحم والنفط والغاز الطبيعي بعد التراجع بسبب جائحة فيروس كورونا، مما أدى إلى تباطؤ الإنتاج الصناعي في كل مكان تقريبًا.
أدت الزيادة في الطلب إلى زيادة أسعار هذه المواد الخام ، والتي زادت في بعض الحالات بسبب المشاكل اللوجستية والتوزيع الرئيسية التي تسبب فيها الوباء.