تعتبر النجمة العالمية كلاوديا كاردينالي Claudia Cardinale التي احتلت الشاشة الكبيرة لعقود من الزمن ومن أجمل جميلات العالم بدون منازع، ولدت بحلق الوادي في 15 افريل 1938.
انطلقت مغامرتها الثرية في عالم السينما من تونس التي لم تتنكر لها ابدا..
ولم تتغافل ولو لحظة عن مسقط رأسها وكذلك جذورها الايطالية.
بعد نجاحها فى مسابقة ملكة الجمال في تونس أواخر الخمسينات نجحت كلوديا فى جذب انتباه صناع السينما فى ايطاليا وفرنسا لتحصل على فرصة فى فيلم “Goha” فى 1958، لتخطو أولى خطواتها في اتجاه النجومية العالمية باقتدار كبير.
خلال حياتها المهنية الطويلة التي امتدت لأكثر من ستين عامًا ، قامت ببطولة مجموعة واسعة من الأفلام النوعية.
من الكوميديا الإيطالية إلى أفلام السباغيتي ، من الدراما إلى الأفلام التاريخية ، شاركت في أكثر من 150 فيلمًا، العديد منها مأخوذ من أرقى الروائع الأدبية.
تعتبر بعض الأفلام التي مثلت فيها علامات بارزة في سينما المؤلفين الكبار.
فبصورتها المشعة عالميا واحتلالها فضاءات اعلامية واتصالية كبيرة، لم تبخل بالحديث عن تونس التي بقيت راسخة في أعماق أعماقها وتفتخر بكونها مولودة في تونس.
ذكريات “كلاوديا” وتصريحاتها عن نشأتها الأولى بتونس مكنت الجمهور العريض في بلدان العالم من مزيد التعرف على تاريخ بلادنا وحضارتها وجمال طبيعتها وقربها من اوروبا، بعيدا عن الصورة النمطية التي تعتبر السياحة في بلادنا سياحة شمس وبحر لا غير، او كما يعتقد البعض، وانما تسويق صورة جميلة مختزلة في بعض الجمل وبشهادات أناس أسماؤهم معروفة عالميا ساهموا في التعريف ببلادنا أكثر من كل دعاية مدفوعة الثمن، لأنهم أحبّوها وعشقوها وفي بعض الاحيان من الوهلة الاولى!
فكانوا هم ايضا سفراء لبلادنا مثل “كلاوديا” التي تعود الى بلادنا متى تشاء وتحضر تظاهراتنا في تونس والاحتفالات التي تقوم بها سفاراتنا عبر العالم متى تسنى لها ذلك..
واعترافا بقيمتها الفنية ومسيرتها الطويلة في مجال السينما العالمية بُرمجت لها ايام احتفالية “عروض سينمائية ومعرض لصورها ولمعلقات أجمل أفلامها” بمناسبة افتتاح مدينة تونس الثقافية في مارس 2018 ..
لفتة كريمة وأجمل انطلاقة لمدينة ثقافية أريد لها ان تكون مركزا متعدد الاختصاصات للثقافة والفنون والفرجة والترفيه والعروض والمعارض طوال السنة..
انطلقت الأشغال في سنة 2003، ثم توقفت لعدة مرات، إلى حين إعادة انطلاقها في سنة 2016 ..
وهي منذ 2018 قائمة الذات منتصبة في بشارع محمد الخامس، احد أجمل شوارع العاصمة تونس، وتعتبر مدينة الثقافة بالفعل مفخرة معمارية وثقافية لتونس بكل اختلافاتها وانتماءاتها الفمرية.
لماذا الأفكار الجميلة ببلادنا تتعثر وتتوقف ثم تعود من جديد، اذا عادت، وما بين التعثر والعودة من جديد، تمر الاعوام وتشح الأموال، كالأحلام الجميلة التي لا تسمح لك بالنوم ثم يأكلها الصباح. كقول الشاعر قيس بن ذريح “فيا ليت أحلام المنام يقينُ”!!