في اكثر من مدينة على الشريط الساحلي، استقبل عديد من المواطنين التونسيين السنة الجديدة بارتماءة في مياه البحر رغم برودة الطقس.
ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم الاربعاء اول يوم من السنة الجديدة، تجمهر مئات من المواطنين من أعمار مختلفة في أكثر من مدينة ساحلية، بحلق الوادي و قليبية ورفراف وسوسة والهدية للقيام ب”غطسة رأس العام” في جوّ احتفالي شارك فيه بعض السياح الأجانب الذين تعوّدوا ان يحضروا هذا الحدث الذي هو بصدد التحوّل إلى ظاهرة لافتة.
الغطس في مياه البحر في فصل الشتاء ليست عادة معروفة في البلاد التونسية، لكن هذا لا يعني انها لم تكن موجودة في سابق الأزمنة، إذ تتضمّن في نفس الوقت تحيّة للبحر مت التعبير في نفس الوت عن إرادة السيطرة عليه باعتباره مصدر رزق وطريقا خطرا لاكتشاف العالم. ورغم اختلافها شكلا وتوقيتا، فإن “غطسة رأس العام” لا تختلف من حيث المضمون عن عادة “أوسّو” التي يّحتفل بها في عدّة مدن ساحلية في منتصف موسم الصيف، وفيها تقرّبٌ إلى البحر وتحدّ لقوّته.
وبدأت عادة “غطسة رأس العام” تنتشر منذ السنوات العشر الأخيرة وتستهوي العديدين من الشغوفين، صغارا وكبارا، بهذه النوع من التحدي بالارتماء في المياة البحريّة الباردة لعدّة دقائق لا يجب ان تتجاوز العشر دقائق مع الإسراع بتغيير الملابس تجنّبا للإصابة بنزلة البرد. ويؤكّد الأطباء أن الغطس في مياه البحر في هذا التوقيت فيه فوائد كثيرة إذ يقوّي المناعة وينشّط الدورة الدموية
وفي العديد من الجهات التي تُمارس فيها هذه العادة فإن المشاركين كثيرا ما يكملون “الغطسة” بتناول “اللبلابي”، الاكلة الشعبية الشهيرة مع إضافة كميّة كبيرة من الهريسة لضمان تدفئة سريعة للجسم.


