●عديد العائلات في المدن التونسية استرجعت عادة إرسال أبنائها إلى الكتاتيب القرآنية.
في زمن التشتت الذهني الذي اصبح يهدد الناشئة منذ سنواتها العمريّة الأولى بسبب انتشار وسائل الاتصال الاجتماعية الحديثة خصوصا، بدأت مؤسسة الكتّاب تستعيد مكانتها بعد ان لجأت اليها عديد العائلات لا سيما في المدن الكبرى، واصبح “المؤدّب” يمثّل البديل الجديد-القديم لما يسمى “بالتربية العصرية” التي تبدو اصبح ثأثيرها محدودا في ضمان انطلاقة تربية سليمة للطفل. إذ، وبالإضافة إلى تلقينه القرآن الكريم وما يتبع ذلك من اكتشاف مبادئ التربية الإسلامية والالتزام باحترام قواعدها السمحة، يتدرب الطفل في الكتّاب على أدب سماع الذّكر الحكيم ويثري زاده اللغوي العربي ويقوي ذاكرته، بما يهيئه لبناء شخصيته على أسس صلبة لا يمكن أن ينال منها تفتحها على الثقافات الأخرى لاحقا.
من أجل استعراض كل ابعاد الدور الموكول لهذه الشخصية التربوية التي كانت تمثّل أهمية محوريّة في المجتمع التونسي قبل الاستقلال وفتح المدارس العمومية على أسس مقتضيات برنامجية وبيداغوجية متأثّرة بالتجربة التعليمية الأوروبيّة العصرية، انتظم امس السبت بمقر المعهد الأعلى للشريعة يوم دراسي حول “دور المؤدب في إرساء تربية سليمة ومتوازنة للطّفل”موجّهة للمؤدّبين عن ولايات تونس وأريانة ونابل وزغوان وبنزرت وبن عروس.
واكد وزير الشؤون الدينية، احمدالبوهالي اهمية هذه الندوة باعتبار الدور الذي تلعبه ّ شخصية المؤدّب على المستوى الاجتماعي والتربوي ، سيما في مرحلة الطفولة التي تعد حلقة اساسية في بناء الفرد، وبالتالي بناء المجتمعات السليمة.
واستعرض الوزير وفق بلاغ نشرته الوزارة على صفحتها الرسمية “فايسبوك”، اهم الشخصيات البارزة الّتي اضطلعت بخطّة المؤدّب عبر تاريخ تونس ، وخاصة سيدي محرز بن خلف، والامام محمد بن سحنون. وأضاف الوزير أنّ المؤدّب مكلّف برسالة نبيلة تتمثّل في تنشئة الطفل وتعليمه في أولى مراحل حياته، بما يساهم في نحت شخصيّته وتكوين جيل سليم ومتوازن، مضيفا ان مؤسّسة الكتّاب تعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الدّينية التي حرصت على تطويرها وتغيير الصورة الكلاسيكية المعروفة عنها لتصبح عصرية ومنفتحة.
