
فلسطين جرحنا، هو عنوان إصدار جديد (مارس 2025) للصحفي السياسي الفرنسي Edwy Plenel جمع فيه أجد عشر مقالا تحليليا عن القضية الفلسطينية كتبها فيما بين سنة 2003 والسنة الجارية.
وصدّر المؤلف كتابه بقول المناضلة الهندية Arundhati Roy: لا يمكن لأي دعاية على وجه الأرض أن تخفي الجرح الذي هو فلسطين، ثم أرفقه وبترجمة لقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش: “وأنت تفكّر بالآخرين البعيدين، فكّر بنفسك قل: ليتني شمعة في الظلام”.
وفي استضافة بالقناة التلفزيونية الإخبارية “تلفزيون العالم” Tv monde كشف بصريح العبارة ما تحاول أن تخفيه الأنظمة الأوروبية الحاكمة بمساندتها المطلقة للكيان الصهيوني، لأنها تحمل في قرارها إحساسا بالذنب جرّاء ما اقترفته ضد يهود أوروبا طوال قرون وتلقي مسؤولية أخطائها على الشعب الفلسطيني بينما هو بعيد كل البعد عنها.
ويذكر الكاتب الممارسة العنصرية والتهجير والإبادة الجماعية التي يرتكبها اليمين المتطرف المرتبط بالسلطة في دولة الكيان والذي “لا يخجل من أي من الهواجس القاتلة التي تشكل قاموس الفاشية. حيث تصبح الدولة، التي تستمد شرعيتها من الوعي بالجريمة ضد الإنسانية المرتكبة في حق يهود أوروبا، مختبراً لعودة قوية للأيديولوجيات التي أنجبتها”.

ويرى أن هذا الأمر يحدث على نطاق عالمي: “فالإفلات من العقاب الذي تتمتع به دولة الكيان، حتى في الوقت الذي تدوس فيه بلا خجل على القانون الدولي، هو دعوة إلى الوحشية العامة.
إن ما هو على المحك هنا هو تصفية دروس الحرب العالمية الثانية عندما أصبح العالم على دراية بمخاطر التسلسلات الهرمية الحضارية، وكراهية المساواة، وتقديس الهوية. ومن خلال مَنح نتن/ياهو تصريحاً مجانياً، أساء زعماء الغرب إلى سمعة الوعد الديمقراطي الذي تضمنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مع خطر إطفاء نورها التحرري وإغراق الإنسانية في الظلام.
في عالم مليء بالعواصف بالفعل، فإن استياء الناس سوف يكون أعظم وسوف يتعين علينا أن نواجه الأمر بالعار الممل المتمثل في السماح بحدوثه، على الرغم من أننا كنا نشهد، بأعين مفتوحة على مصراعيها، هذا المسير نحو الهاوية”.
ويضيف في سياق شرحه: “صحيح أن بعض الدول العربية تعهدت بإعادة إعمار غزة في ظرف خمس سنوات لكن العرب ليسوا جادّين لأنهم عادة ما يقولون ولا يفعلون”.
إن ما يشهده العالم اليوم من مظاهرات ومسيرات حاشدة تندد بممارسات الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة الانتقامية التي يشنها ضد المدنيين العزّل نساءً وأطفالا في غزة والضفة وفي كل شبر من أرض فلسطين التاريخية المحتلة ليندى له جبين العرب المتخاذلين والمتواطئين مع العدو.


قد لا يعي المتصهينون المتشبثون بأرائكهم، الخائفون على مصالحهم الظرفية من زوال النعمة أنهم أًكلوا يوم أُكل الثور الأبيض، وأنهم في الطريق إلى بطن الحوت دون مناص، وإن الغد لناظره لقريب.