●مذيع من جيل المذيعين الجدّيين المخلصين لمهنتهم والواعين بدورهم في تربية ذوق المستمعين واحترامهم.
صوته الهادئ الثابت كان يوحي بالطمأنينة ويشيع البهجة منذ اكثر من ستة عقود من الزمن، حتى تحوّل الى ايقونة صوتيّة من ايقونات الاذاعة الوطنية حين كانت الاذاعة الوطنية تتسع الى حجم وطن يوحّد التونسيين فكرا وثقافة وذوقا: إنه الاذاعي عادل يوسف، كروان الاذاعة لتونسية، الذي لبّى داعي ربّه صباح هذا اليوم، الأحد 11 ماي 2025.
بدأ عادل يوسف، الذي ينحدر من أصول مصرية، مسيرته في الإذاعة التونسية سنة 1952 في قسم التمثيل. وبعد انقطاع دام ثلاث سنوات، عاد إلى الإذاعة عام 1959 واستمر في العمل حتى تقاعده في عام 2005.
وقدّم عادل يوسف على أكثر من 40 سنة مجموعة من البرامج التي طبعت الذاكرة السمعية للتونسيين، من أبرزها: “تحية الغروب” الذي تحول لاحقًا إلى رمضان ملء قلوبنا”، نقوش على سطح الذاكرة”، “زخارف وأغنية وقصيد”، “عبرة ونغم”، و”إشراقة الصباح”.
لكن مستمعي الاذاعة كانوا “يتلذذون” خصوصا صوت الراحل خلال شهر رمضان حيث كان يشدّهم بنبرات صوته الجميل ونطقه الجيّد للغة لضاد، وخياراته الادبية والنغميّة الراقية ولا يتركهم حتى يُرفع آذان المغرب. ولم يكن عادل يوسف، رغم خبرة النصف قرن، من المذيعين الذي يأتون الى استوديهات الاذاعة واضعين الايادي في الجيوب ويستولون على الميكروفون ليقولوا كل شيء ولا شيء، مثلما تفعل غالبية “المنشطين اليوم”، بل كان رحمه الله يكتب نصوصه ويضبط خطّة برامجه بدقة من يحترم نفسه ومستمعيه.
كانت الاذاعة التونسية تكاد تكون عادل يوسف، والعكس صحيح. أعطاها حياته واعطته هي حب الناس. يُروى عنه أنه صرّح يوما “حياتي كلها إذاعة، أكاد أتنفسها”.
ع.زغلامي