
نحن لا يعنينا من الرياضات إلاّ كرة القدم. وشخصيّا كلّما سمعت حديثا إذاعيّا أو عموميّا في هذا الموضوع “الحيوي ” كالغذاء والهواء والنقل والسياسة تذكّرت المرحوم عبد المجيد المسلاّتي ببرنامجه المباشر كلّ أحد بالعنوان المذكور أعلاه :”رياضة و نغم”. فالرياضة هي تدخّلات المراسلين بين الملاعب ٬ والنغم هو دائما أغنية لمحمد عبد الوهّاب .أقول هذا منبّها إلى أنّي لست من الهواة الغلاة٬ ولست مع فريق ضدّ فريق ٬ ولكنّي مع تونس إذا مثّلها المنتخب ٬ومع الراية أينما رفعت ومهما كان السبب.
ومساء يوم العيد 6 جوان 2025 خسرنا بنتيجة هدفين مقابل صفر في مقابلة ودّية بالمغرب أمام جمهور مدينة فاس التي يشهد التاريخ بنصيب لنا في إعمارها حيث عدوة القرويين بجامع فاطمة الفهريّة. وفي صباح اليوم الثاني أصبح حديث المقاهي “كالأحد الرياضي “٬ برنامج محمد بوغنيم التلفزي ٬ وكلّ خبير أكثر من المدرّب والحكم . فهذا أساء التحكيم وتحامل علينا ٬ وذاك لم يوفّق في التشكيلة فلم يعيّن فيها أحدا من لاعبي “الترجّي “. هكذا يقولون!قلت لولدي “المكشّخ” من جملة الترجّيين أن أنقص من العاطفة وزد من العقل وافهم أنّها مقابلة ودّية في بلادهم وفي يوم عيد٬ فماذا سنربح إذا نغّصنا عليهم فرحتهم وعدنا بانتصار لا نربح منه شيئا . وتصوّر أنّهم جاؤونا وهزمونا في عقر ملعبنا ٬ فكيف يكون يومنا في أجواء المعايدة؟ وكيف يكون غدنا ومستقبلنا في مستوى العلاقات بين البلدين وبالنظر إلى المصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين خاصّة في ظروف تأزّم العلاقة بين الجارين٬ وطموحنا جميعا موجّه إلى مغرب عربيّ كبير وتكامل اقتصاديّ منشود على طريق التنمية العسير ؟ وباختصار فنحن لم نخسر إذ خسرنا. نعم ٬ خسرنا مقابلة وربحنا محبّة. أليس لأجل المحبّة والصداقة والتعاون والتوافق في أكثر ما يمكن من المجالات والمسائل جعلت المقابلات الودّية ووظّفت الرياضة لتحقيق ما تعجز عنه السياسة أحيانا أو غالبا.