كرّمت السلطات الثقافية بمدينة جريصة أحد أبنائها البارزين في مجال المسرح والتلفزة، الفنان الممثل عيسى حراث (84) في حفل بهيج حضره والي الكاف. وتم خلال الحفل الاعلان عن قرار إطلاق اسم عيسى حراث على دار الثقافة بالمدينة.
عيسى حراث لم يتلق تكوينا مسرحيا لكن اهتماماته الثقافية والرياضية في مطلع سبعينيات القرن الماضي كانت معروفة في بلدته جريصة آنذاك. نقطة التحول حدثت خلال لقائه بمؤسس فرقة المسرح القارة بالكاف، المخرج الراحل منصف السويسري الذي عند تعيينه على رأس الفرقة فتحها على هواة المسرح من أصيلي المنطقة، فكان عيسى حراث من جملة من تم اختيارهم ضمن المجموعة المؤسسة ومنهم محمد بن عثمان وناجية الورغي وعمار بوثلجة والهادي الزغلامي ولزهاري السبيعي وغيرهم.
ومنذ مشاركاته الأولى أظهر عيسى حراث حضورا ركحيا قويا لفت له انتباه الجميع، كما أنه أكّد قدرته على تقمّص الادوار الصعبة والمعقدة وأداء الجملة العربية بدقة وبجمالية كبيرتين. المتابعون للحركة المسرحية خلال الثمانينيات والتسعيتيات لم ينسوا دون شك الادوار الكبيرة التي تقمّصها عيسى بنجاح كبير ومنها دوره في مسرحية “الزير سالم” للمؤلف المسرحي المصري ألفريد فرج، أو “ديوان الزنج” لعز الدين المدني، او “عطشان يا صبايا” لسمير العبادي وكلها من إخراج منصف السويسي.
وإلى جانب حضوره على الركح، شارك عيسى حراث في عديد الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزية وكانت جل مشاركاته ناجحة فنيا وجماهيريا، اعتمد فيها على ما يتمتع به من موهبة طبيعية استطاع صقلها خلال تجرته الطويلة بما يميزه من جديّة وتفانٍ وانضباط. تكريمه من مسيّري ومثقّفي جهته لا يعني فقط اعترافا بقيمته الكبيرة التي مكنته من حمل عاليا اسم مدينته في المحافل الثقافية بفضل ابداعاته العديدة في مجالات المسرح والسينما والتلفزة، ولكن تعني كذلك دعوة للأجيال الشابة حتى تقتفي آثار هذا الفنان العصامي الذي لم يبخل بجهد لإيصال رسالة الفنان السخي والملتزم بقيمة ومستوى ما قدمه طيلة ما يزيد عن الاربعة عقود.
ولقد تحدى عيسى حراث المرض وكان سعيدا بحضور حفل التكريم الذي انتظم مساء اول امس السبت، والذي أرادت مدينته ان تخلّد من خلاله ذكراه وهو ما يزال على قيد الحياة.
ع.م



