من الاشياء التي لم يفهمها العقلاء منا هو الابداع التونسي المتمثل في خلق خطط ووظائف جديدة ثم تختفي بدون سابق انذار مثل كتابة دولة “للدبلوماسية الاقتصادية” التي تم اعطاءها بريقا خاصا مثل خطة “كاتب دولة” وبعد ذلك تلغى الخطة و”يا ناس ما عليكم باس”!
لا يوجد إجماع عام على تعريف مفهوم الدبلوماسية الاقتصادية ، بل هناك اتفاق على أهميتها المتزايدة في السنوات الأخيرة.
والسؤال ما هو دور الدبلوماسية اذا لم يكن اقتصادي أيضا الى جانب المهمات الأخرى وأول المروجين لصورة البلاد والتعريف بمنتوجاتها وخلق فرص استثمارية وتصديرية وسياحية وثقافية وغيرها.
ثم ما هو دور ممثلياتنا الاقتصادية ومقراتها بالعديد من بلدان العالم، وما هو سر وجودها اذا لم يكن “دبلوماسية اقتصادية”، وبالاخص مركز النهوض بالصادرات (Cepex)، ووكالة النهوض بالإستثمار الخارجي (FIPA)، وديوان السياحة (Ontt) بالاضافة الى الشركتين الوطنيتين الخطوط الجوية (Tunisair) والنقل البحري (Ctn) وايضا ديوان التونسيين بالخارج (Ote) مراكز دار التونسي.
ثبت ان خلق خطة كاتب دولة للدبلوماسية الاقتصادية منذ بروزها انها فكرة متأتية من فراغ ذهني وعدم تركيز وتغول الاحزاب المولعين بالتعيينات في مفاصل الدولة، واذا لا يجدوا خططا شاغرة، يخلقوها! كان هذا ما بين 2011 وقبل 25 جويلية طبعا.
كان على أصحاب هذه الفكرة التوجه نحو تجميع هذه الممثليات في مبنى واحد خاص بهم بمحاذات السفارات لتسهيل تمرير المعلومات الخاصة بالمنتوجات التونسية والتعريف بمجالات الاستثمار في بلادنا والترويج لقطاع السياحة بأنجع الطرق وبأسرع وقت ممكن ويتم مراقبة انشطة هذا المجمع متعدد الاختصاصات، من طرف السفراء، بعد اعادة هيكلة هذه الممثليات وجعلها تواكب العصر لان عامل اللغة مهم جدا والمعرفة المسبقة لجغرافية البلاد ومناخاتها وتقاليد سكانها مهم أيضا.. تلافيا للتشتت واهدار المال العام وتوحيد الجهود وتفاديا للتقاعس ومزيد الفاعلية.
اما عن آخر مستجدات التعيينات الذكية! تعيين ملحق اجتماعي صلب السفارة يقوم بدور المنسق للملحقين الاجتماعيين بايطاليا والذي لا يزيد عددهم عدد اصابع اليد الواحدة، ويعملون جميعا من داخل القنصليات وكما هو معلوم ليسوا بديبلوماسيين.
قد تجد ملحق اجتماعي وهو استاذ جامعي او موظف سامي في احدى الوزارات او تابع لديوان التونسيين بالخارج او اتحاد الشغل، يؤدي عمله كملحق اجتماعي بالخارج ثم يعود الى مقر عمله الاول وتنتهي التجربة.
حقيقة الله يعين الدولة التونسية، الفكرة الذكية تتبخر بسرعة وتبقى سلاسل العادات!
الحبيب المستوري – روما