فرق كرة القدم الوطنية، و بالاضافة الى الوانها الخاصة الرسمية، فان كلها او جلها لها ألقاب تُكنى بها.
واغلب هذه الالقاب تشير الى تاريخ البلاد لتبرز سمة من سماتها الثقافية او احد مميزاتها الجغرافية او ثروتها النباتية او الحيوانية.
بعض هذه الالقاب طريف يوحي بحسّ الدعابة عند هذا الشعب او ذاك مثل “الديّكة” الذي يلقب به الفريق الفرنسي، او “الشياطين الحمر”الذي يُعرف به الفريق البلجيكي، او “الكلاب السائبة” فريق الفليبين، او “البفانا بفانا” الذي يُكنى به فريق جمهورية جنوب افريقيا بلد نلسن منديلا، و “بفانا بفانا” تعني هيا يا الاولاد.
بعض الالقاب الاخرى توحي بالقوة التي يريد الفريق الذي يحملها بث الخوف من خلالها في المنافس مثل “اسود الاطلس” كنية الفريق المغربي او “القروش الزرقاء” التي يُلقب بها فريق الرأس الاخضر او “النمور” الذي يعرف به الفريق الغابوني او الذئاب البيض فريق او التماسيح فريق اللوزوطو او “العقارب” فريق غامبيا او الاسود التي لا تُروّض فريق الكامرون او الخناجر فريق سلطنة عمان في انحاء الى الجنبية التي يرتديها العمانيون او “الغضب الاحمر” الفريق الأسباني القاب اخرى و اسماء مستعارة تشير بصفة مباشرة الى تاريخ البلد مثل “الفراعنة” الذي يعرف به الفريق المصري او “فرسان القديس يوحنا” لقب فريق مالطا او النجمة و الهلال الفريق التركي.فرق اخرى اكتفت بالوان رايتها الوطنية للتعريف بفريقها مثل العنابي الذي يكنى به الفريق القطري او “الابيض-ازرق فريق اليونان او الاحمر و البيض فريق اندونيسيا او الخضراء فيق المكسيك او الابيض-السماوي فريق الارجنتين. و هناك فرق اخرى تُكنى بالقاب شاعرية مثل النجوم السوداء الغاني و الساموراي الازرق الياباني و النجمة الوحيدة الليبيرية و الاسود الحمر اللوكسمبورغي و الفريق الرائع النمساوي و غواصين اللؤلؤ البحريني و الاجنحة البضاء البيولوروسي و الزنابق الذهبية البسني و الخطاطيف البورندي و الملائكة البيض البرماوي…و غير ذلك.
لكن “نسور قرطاج”اللقب الذي أُطلق- و لا نعلم من اطلقه- على الفريق التونسي يبدو غريبا وغير ملائما، فهذا الطائر ليس موجودا في بلادنا بالقدر الذي يجعل منه رمزا وطنيا، كما اننا لا نرى صلة واضحة بين قرطاج و النسور لا ماضيا و لا حاضرا.
لقد كان اجدر بنا ان نلقب فريقنا ب”فيلة قرطاج” بالرجوع الى التاريخ القرطاجني و الذي يمثل فيه عبور القائد حنبعل لجبال الآلب بقطع من الفيلة و هزم جيش الروم في عقر دارهم احدى ابرز المحطات البطولية لا في تاريخ قرطاج و حسب بل في تاريخ الانسانية جمعاء التي تحتفظ بذلك الحدث الخارق كدرس من دروس الذكاء و الاصرار و التحدي.
و لعل من الصدف العجيبة ان يظهر اليوم في فريقنا شاب مميز شكلا و مهارة ويبهر بفنياته العالية و انضباطه الكبير و رؤيته الثابتة جماهير كرة القدم العرب و الأجانب و يسهم بقدر حاسم في انتصارات تونس، و هو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره اي نفس السن التي تولى فيها حنبعل بركة قيادة جيش قرطاج و حقق به اولى انتصاراته على الاغريق و الرومان.
انه اللاعب الشاب الكبير حنبعل المجبري.
هل هي صدفة عجيبة ام ابتسامة ساخرة من تاريخ هذه البلاد الذي لا نعرف منه الا القليل؟ الم يكن من الافضل لو لقبنا فريقنا الوطني ب”فيل قرطاج”؟
جلال ببن يوسف