بقلم الحبيب المستوري
أصبحت مواقع مراجعات المستخدمين مصدر يمكن الاعتماد عليه بالنسبة إلى الكثير من المسافرين في موضوع المطارات.
وتهدف أنظمة التصنيف ذات المصداقية إلى تقديم تقييم موضوعي ودقيق عن المطارات ومثلها الفنادق والمستشفيات لتفادي العدوى بكوفيد وتحوراته الخطيرة.
من قال أن أزمة كوفيد19 كلها سلبية على الاقتصاد العالمي، صحيح أن جل الشركات حول العالم سجلت خسائر فادحة وصلت لحافة الإفلاس، كشركات الطيران والسياحة وتجارة التسوق.
لكن “الايجابي” لم يختفي تماما من لوحات المؤشرات في بعض الأسواق وحقق ما يعرف بـ”اقتصاد الوباء” على المستوى الدولي، أرباحا خيالية خلال الأشهر الماضية أثناء ذروة انتشار الفيروس في العالم، وهي الشركات المتخصصة في إنتاج الادوية وأجهزة التنفس الصناعية، الصابون والكلور والواقيات الصحية، التي تعكس اهتماما بالنظافة والصحة خوفا من الوقوع ضحية للفيروس، إضافة إلى خدمات التواصل الإلكتروني الأساسية للشركات والمؤسسات التعليمية لمواصلة العمل عن بعد، وبالنسبة للأفراد للبقاء على تواصل وتجنب الشعور بالوحدة، كالفرجة على الافلام وازدهار الاشتراكات في القنوات المختصة بالفرجة، فضلا عن الشراءات عبر الانترنت واقتناء الوجبات الجاهزة في تزايد كبير وازدهار الخدمات اللوجستية باوروبا والعالم.
وعلى سبيل النجاعة وحودة الخدمات والتميز زمن الكوفيد وبعده ازداد فخر الايطاليين المعروفين عالميا بالاحترافية والمهنية والدقة في تنفيذ الاعمال المختلفة خاصة التي لها علاقة بالابداع والفنون، واكبر دليل على ذلك حصول مطار روما “فيومتشينو ليوناردو دا فينشي”، الأكثر ازدحامًا في ايطاليا، على تصنيف 5 نجوم لمعاييره الصحية الممتازة التي وضعها ضد الوباء والجديرة بالثناء زمن الطوارئ الذي تميز بالاغلاق والحجر الصحي منذ اشهر قليلة ورغم ذلك لم يتعطل أبدا السير العادي للعمل بالمطار نظرا لاهميته كمركز استراتيجي يستقبل عشرات الملايين من المسافرين كل عام مما يستوجب حمايتهم من الاصابة عند مرورهم منه.
وهكذا أصبحت البنية التحتية تسترعى الاهتمام اكثر من ذي قبل في القارة العجوز والعالم.
القصة ان شركة الأبحاث البريطانية Skytrax العاملة في مجال الطيران المدني التي تتعامل مع وضع تصنيفات مخصصة لشركات الطيران والمطارات، وتكييف نظام تقييم المطارات لديها بما يتناسب مع الأزمة الصحية الحالية.
أجرت الشركة اختبارات، لقياس كمية الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في المطار وتقييمها لجهود محددة، مثل إنشاء مراكز فحص كوفيد للتأكد من صحة المسافرين، واللافتات والممرات الارضية الملونة التي تمكن الوصول إليها بلغات متعددة، وقياس درجة الحرارة عن بعد، والاستخدام الأساسي للمطهرات والاستخدام الصارم للأقنعة الطبية والتباعد.
وفقًا لـ Skytrax ، يتوافق تصنيف الـ 5 نجوم مع “معايير عالية جدًا من نظافة المطارات وإجراءات صيانة مثالية”.
يواصل مطار روما فيوميتشينو ليوناردو دافنشي تقديم انطباع إيجابي عن النظافة الصحية، وتحسين المعايير العالية المسجلة بالفعل في السنوات السابقة.
تم تقديم التقدير الخاص للتعقيم التلقائي “UV Clean Touch” للسلالم المتحركة في والمصاعد ولكن أيضًا لمراقبة درجة حرارة الجسم، والتي تحدث في أقل من ثانيتين بفضل تركيب حوالي 100 من أحدث جيل من الماسحات الضوئية الحرارية عبر الممرات والتي تكشف كل مسافر درجة حرارته فوق 37 على بعد عشرات الأمتار ولو في الزحمة.
وتخلص “سكاي تراكس” إلى أن “مطار فيوميتشينو يتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير بيئة نظيفة وآمنة”.
وبالمناسبة منحت Skytrax أيضًا ثلاث نجوم لمطار مالاڨا في إسبانيا، وثلاث نجوم لمطار نيس في فرنسا وثلاث نجوم لمطار هيثرو بلندن.
أربع نجوم هي معايير “جيدة”، وثلاث نجوم هي معايير “متوسطة”، ونجمتان التصنيف “الأدنى”، حيث أن البنية التحتية بحاجة إلى تكثيف جهودها.
الايطاليون راضون جدًا عن هذا الاعتراف الجديد والجيد طبعا. هنيئا لهم.
اما عندنا في مطار تونس قرطاج فلا شيء يتغير البروتوكول الصحي موكول لعاملات النظافة بزيهم المتواضع جدا يعقمن بالمطهرات الصحية جوازات السفر بالمسح بالمناشف التي تستعمل لكل الأغراض!
اما عن بيوت الراحة والمشتريات فليس هناك اعتبار للبروتوكول الصحي حيث لا يوجد السائل المطهر في كل مكان لمسح اليدين والقفازات ذات الاستعمال الواحد لان من عاداتنا لمس السلع مرات عديدة قبل الشراء وهذا ربما يحصل فيه عدوى ..
ومع المحورات الجديدة للكوفيد وسرعة انتشارها فان اوروبا بدأت تستعد للموجة القادمة بالوقاية الصحية وايقاف رحلات الطيران عن بعض البلدان التي تفشى فيها الفيروس جنوب افريقي تفاديا لعودة الاغلاق المكلف جدا..
سنحيا بعد كربتنا ربيعاً!