لقد سمعنا من معلّقي القنوات التلفزية الناقلة لمباريات الكأس العربية لكرة القدم أكثر من ألف مرّة كلمة “عربيّة” و مئات المرّات بأنّ بلدان شمال أفريقيا هم “أشقّاء عرب”.
فعلى أي مصادر تاريخيّة اعتمد هؤلاء ” الاشقّاء” ؟ حتما على التاريخ المزيّف المكتوب بداية من سنة 25 هجرية و لغاية ولاية موسى بن نصير سنة 95 هجرية و على يد 7 غزاة خلال فترة حكم ما لا يقلّ على 6 خلفاء.
وقد تميّزت كلّ الغزوات بعمليات التقتيل و الابادة و السبي و سرقة خيرات البلاد و حصل كل هذا تحت شعار الفتوحات الاسلاميّة.
ما الغاية من تقديس اللغة العربية و من مواصلة التعريب بالإكراه ؟ كان أجدادنا يسمّون بناتهم ” سيلينا” و ” نوميديا” و ” ديهيا” و يسمّون أولادهم ” ماسينيسا” و” ايدير” و ” أكسيل” ،غير أنهّ مع التعريب المكره أصبحت أسماؤنا ” خديجة” و فاطمة” و “عبد الصمد” و” علي” و ” عثمان”.
لقد نجح العرب الغزاة في تطبيق نظريّة الاستبدال وفي تركيز صنم الوحدة العربيّة. والغرابة في ذالك هو الاعتقاد الخاطئ في كون الاسلام مرتبط بالعروبة رغم انّ كلّ القبائل العربيّة نفسها لم تكن يوما موحّدة بل على العكس بقت و لحدّ يومنا هذا متناحرة فيما بينها و لكلّ قبيلة شيخها اللذي لا يتجرّأ على قتل او نفي كلّ من يزاحمه غلى القيادة.
أن ارتباط العروبة بالإسلام خطأ تاريخي و ايديولوجي لا يزال قائما ما دامت نظريّة الاستبدال قائمة بفرض اللغة العربيّة في دساتير الدول المحتلّة ثقافيّا منذ قرون.
أنّ أكبر نسبة من المسلمين موجودة في البلدان الناطقة بغير العربيّة كالفيليبين و أندونيسيا و غيرها، لانّ الاسلام ليس مرتبط بالعروبة بل وقع فرض اللغة العربيّة على من وقعت أسلمتهم بالقوّة و بالغزو.
و الغرابة انّ من نظّر للقومية العربية هما مفكّران مسيحيّان، ميشيل عفلق و قسطنطين زريق خوفا من انتشار الفكر الأخواني لحسن البنّا مباشرة بعد انهيار الامبراطوريّة العثمانيّة و لا يزال لحدّ هذا اليوم مفّكر مسيحي, عزمي بشارة، من يحمل بقناعة فكرة الفصل بين العروبة و الاسلام.
غريب أمر بعض المفكّرين في شمال افريقيا الذين انحازوا للفكر القومي بالرغم من فشل الوحدة العربية بين مصر و سوريا أي بين شعوب مختلفة الثقافات و العقائد.
وهنا ندرك الغاية من رفض الاخوان تدريس اللغات الاجنبيّة في المدارس الابتدائيّة و ذالك طبقا للوصيّة الثالثة من الوصايا العشرة لحسن البناّ .
ولنعود الى البعد الايديولوجي من تنظيم الكأس العربية لكرة القدم لنؤكّد ان العرب لا يزالون في الهيمنة على شعوب شمال افريقيا بهدف طمس الهوية الأمازيغية القائمة منذ آلاف السنين. أيهّا الاعراب،حتما أْنّ بعد أِنّ، أمركم فيه انّ .
ألمنصف الزغيدي