انتفض اليوم الاحد منتخبنا الوطني امام نظيره الموريتاني لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة لكأس أمم أفريقيا الكاميرون 2022 محققا فوزا عريضا على نظيره الموريتاني برباعية نظيفة كان يمكن ان تكون خماسية لو توفق يوسف المساكني في تسجيل ضربة الجزاء التي تحصل عليها بذكاء بعد اجباره مدافع موريتاني على لمس كرته في المنطقة المحرمة .
بعد هذا الفوز اشتغل عداد نقاط المنتخب مسجلا ثلاثة نقاط تدارك بها رصيده الخاوي اثر انهزامه في افتتاح منافسات مجموعته في “كان الكامرون” امام مالي بهدف نظيف ليحتل المرتبة الثالثة خلف غامبيا ومالي متصدرا المجموعة اللذين انتهت مباراتهما بالتعادل بهدف لمثله فيما بقي المنتخب الموريتاني في المركز الرابع والأخير بدون نقاط ويمكن القول ان المنتخب قد خطا خطوة مهمة نحو الترشح الى الدور القادم على الاقل كاحد افضل اصحاب المراتب الثالثة بفضل رصيده من الاهداف البالغ الى حد الان ثلاثة ايجابي في انتظار مواجهته مع منتخب غمبيا الذي اثبت خلال اللقاءين الماضيين له انه لا يفوق منتخبنا في شيء وان نسور قرطاج بامكانهم التحليق عاليا امامه والظفر بالمرتبة الثانية ليمروا عن جدارة وبشكل يليق بتاريخ المنتخب في هذه المنافسات القارية.
سجل أهداف المنتخب التونسي حمزة المثلوثي في الدقيقة (4) محرزا أول هدف له في مشواره مع نسور قرطاج ويعد هدف المثلوثي ثاني أسرع هدف في تاريخ هذه المسابقة الافريقية، بعد هدف المصري أيمن منصور الذي كان سجل هدفا بتصويبة رأسية بعد 21 ثانية فقط من إطلاق الحكم الأوغندي تشارليز ماسيمبي لصافرة بداية مباراة مصر والغابون في دورة 1994 التي احتضنها تونس وسجل وهبي الخزري هدفين (8 و 64) واختتم سيف الجزيري الأهداف في الدقيقة (69).
هذه المباراة مكنت وهبي الخزري من انجاز تاريخي في مسيرته مع المنتخب حيث بتسجيله لهدفين فض الشراكة مع دوس سانتوس بعدان اصبح ثاني الهدافين التاريخيين لتونس برصيد 23 هدفا خلف عصام جمعة صاحب الـ 37 هدفا ..
كما حقق المنتخب اول انجاز له في تاريخ الـ”كان” حيث لاول مرة يسجل هدفين خلال أقل من 5 دقائق من عمر البطولة، وذلك بعد تسجيل لاعبه وهبي الخزري الهدف الثاني في الدقيقة الثامنة كما أنه أول منتخب في هذه البطولة يفوز على منافسه بفارق اربعة اهداف.
اما في ما يخص اطوار اللقاء فان نتيجته تدل على السيطرة التي فرضها على منافسه كما تدل ايضا على ان موازين القوى تميل لصالح نسور قرطاج بحكم اسبقيتهم التاريخية على منافسهم المنتخب الموريتاني
الفوز بالنسبة لمنتخبنا في هذا اللقاء كان حتميا خاصة بعد تصدر مالي وغامبيا برصيد اربع نقاط، وهو ما شكل حافزا قويا لنسور قرطاج لتخفيف الضغط المسلط عليهم ولتجنب اي هزة قد تعصف بحظوظهم في الترشح لذلك خير منتخبنا لعب الهجوم بشكل مطلق معولين على مفاجأة المنافس من خلال لعب الكرات الطويلة منذ البداية لاستغلال الفراغات في دفاع موريتانيا كما فرض منتخبنا ضغطا على حامل الكرة وهو ما اربك المنافس واجبر احد لاعبيه على ابعاد الكرة من داخل مناطق الجزاء في الدقيقة الرابعة بطريقة اعتباطية لتصل الى حمزة المثلوثي القادم من الخلف حيث سدد بقوة على يمين حارس مرمى موريتانيا محرزا الهدف الاول للنسور في اربع دقائق.
بعدها واصل منتخبنا الضغط على المنافس وتحصل على ركنية نفذها الخاوي لم تأت بالجديد وفي الدقيقة التاسعة تدرج بالكرة الى مناطق موريتانيا لتصل فيه الكرة الى أنيس بن سليمان الذي مرر كرة على طبق من ذهب للخزري ليحرز الهدف الثاني لمنتخبنا.
هذا التقدم السريع في النتيجة بهدفين خلال تسع دقائق فقط لخبط حسابات المنتخب الموريتاني الذي تفاجأ بالنتيجة وتصدعت معنوياته الا ان ذلك لم يمنعه ردّ الفعل من خلال الضغط على منتخبنا في مناطقه وبعض محاولات التسديد من خارج مناطق الجزاء لكن المنافس لم يصنع اي خطر على مرمى المنتخب لتتوفر له اول فرصة جدية في الدقيقة 25 اثر كرة ثابتة كاد ان يسجل منها اولى اهدافه لو لا تدخل بن سعيد في مناسبة اولى ثم الشعلالي بوضع الكرة في الركنية.
وانتعشت معنويات المنتخب الموريتاني بعدان قرر لعب الكل في الكل وكثف هجماته مقدما شوطا أول ممتازا تحكم فيه كما ينبغي في مجريات اللعب وأجبر منتخبنا على التراجع الى مناطقه في اغلب الاحيان وارتكاب الاخطاء التي كلفت كل من العيفة وبن سليمان والخزري انذارات ويبدو ان المنتخهب التونسي وبعد تسجيله لهدفين راى انه حسم مصير المباراة وهي هفوة تحسب على المدرب الذي كان عليه ان يفهم لاعبيه ان المباراة لم يمر منها الا شوط واحد وان الموريتانيين تخلصوا من الضغط المسلط عليهم ولم يعد لديهم ما يخسرونه وسيضغطون بكل قوة للعودة في اللقاء الا ان المدرب لم يقم بذلك ليشهد الشوط الثاني في بدايته سيطرة موريتانية
لم يجسمها بفضل حسن استعداد دفاع منتخبنا وافتقار المهاجمين الموريتانيين للخبرة امام المرمى ولو كان يحسن التصرف في الكرة وتغيير المراكز في مناطق المنتخب وتنويع الهجمات لنجح فيب مسعاه ولسجل هدفا او اكثر.
مع مرور الوقت انتاب الموريتانيين التعب ليتمكن منتخبنا من استعادة الثقة والسيطرة على مجريات اللعب من خلال حسن التدرج بالكرة نحو الهجوم وسلط ضغطا على دفاع المنافس اثمر ركنية في الدقيقة 53 لم يحسن استغلالها رغم المحاولات المتكررة للتسديد على مرمى بوبكر ديوب و في الدقيقة 63 تصل كرة صعبة للجزيري الذي استبسل في افتكاكها من الدفاع بطريقة فنية ومرر كرة على طبق من ذهب للشعلالي القادم من الخلف والذي كان في موقع ممتاز للتهديف لكن تصويبته كانت فوق المرمى وفوت على منتخبنا فرصة تسجيل الهدف الثالث، قبلها كان المنتخب الموريتاني قريبا من مرمى منتخبنا لولا تدخل بن سعيد في مناسبتين لابعاد الخطر.
اصرار منتخبنا على التهديف مكنهم من الوصول الى مرمى بوكر ديوب في الدقيقة 64 بعد تبادل ممتاز للكرة بدأ من الشعلالي في اتجاه معلول الذي اعادها الى الشعلالي والاخير يمرر الى الخزري الذي وقع على الهدف الثالث و في اول هجوم لموريتانيا بعد الهدف افتك منتخبنا الكرة وقاد هجوما معاكسا عن طريق الخزري الذي مرر كرة ممتازة للجزيري والاخير لم يفوت الفرصة وسجل الهدف الرابع لمنتخبنا في الدقيقة 66 في سيناريو مشابه للشوط الاول الذي تمكن خلالها منتخبنا من تسجيل هدفين في وقت قياسي.
وقام مدرب المنتخب منذر الكبير بكل التغييرات القانونية بعد الرباعية وكان بن رمضان قريبا من التسجيل وكذاك المساكني بديل الخزري، حيث تحصل على ضربة جزاء في الدقيقة الاخيرة من المباراة لكنه فشل في تحويلها الى هدف بعد ارتطام كرته بالقائم الايمن لحارس مرمى منتخب موريتانيا.
بالنظر الى مجريات اللقاء فان منتخبنا لم يتعب كثيرا لتحقيق الفوز حيث يمكن القول انه لعب من مجمل المباراة 8 دقائق فقط سجل فيها اهدافه الاربعة واكن التعب باديا على اللاعبين ربما لاسباب نفسية بسبب انتشار كورونا بينهم وهنا يظهر الضعف الفادح لدى المدرب الكبير في اعداد لاعبيه والغريب انه لم يجازف بالقيام باي تغييرات الا بعد ان سجل اربعة اخداف وكان عليه منذ الشوط الثاني القيام بتغييرات ليحافظ على اللياقة البدينة للاعبيه وحتى لا يهرق الاساسيين منهم لانه حسم امر المباراة منذ الدقيقة 9 من الشوط الاول ولاح الموريتانيون ضعاف الحال ولم يكونوا في مستوى الفريق الذي بامكانه التهديف وقلب المباراة لصالحه وكان بامكان الكبير الاعتماد على مهاجمين يتمتعون بالسرعة ومباغتة المنافس بهجمات معاكسة خطيرة لكنه دفع لاعبيه الى ملازمة الحذر ليبقى الجزيري في عزلة والامل كل الامل ان يعدل الكبير اوتاره قبل لقاء غمبيا يوم الخميس القادم حتى يحقق الفوز على هذا المنافس لكي لا يبقى المنتخب تحت رحمة الحسابات وقد يمر الى الدور القادم بطريقة لا تشرف تاريخه.
تشكيلة المنتخب التونسي: بشير بن سعيد – بلال العيفة (المساكني) ـ منتصر الطالبي ـ حمزة المثلوثي ـ علي معلول – غيلان الشعلالي ـ إلياس السخيري ـ أنيس بن سليمان (العيدوني) – سيف الدين الخاوي (بن رمضان) – وهبي الخزري (الرقيق) ـ سيف الدين الجزيري.