بقلم محسن الزغلامي
اقدّر واعتبارا لمعطيات عدة انه سيكون للمؤسسة العسكرية عاجلا أو اجلا ولقياداتها العليا المتشبعة تاريخيا بالروح الوطنية موعد اخر جديد مع التاريخ…
وانهم بالتاكيد سيكونون في هذه المرة ايضا في مستوى المسؤولية التاريخية وفي مستوى الامانة للاضطلاع بواجبهم الوطني المقدس…
الكل يعلم أن جيشنا الوطني الباسل هو من حمى ثورة الحرية والكرامة…ثورة السابع عشر ديسمبر الرابع عشر جانفي الفين واحدى عشر وانه وقف في الوقت القاتل والحاسم الى جانب الشعب وانتصر لمطالبه بالحرية والكرامة وبضرورة سقوط دولة الفساد والاستبداد…
اليوم وما اشبه الليلة بالبارحة… تعيش بلادنا ازمة سياسية خطيرة وخانقة تكاد تعصف بكيان الدولة وبمؤسساتها الدستورية…
فضلا عن تردي الوضع الأقتصادي والاجتماعي…
هذه الاوضاع باتت تنذر بكارثة وطنية هي واقعة لامحالة اذا لم يحصل التدارك عاجلا وليس اجلا…سوف لن يكون مجديا تفصيل القول في المسالة ولا حتى تحميل المسؤوليات ورمي الاتهامات وتبادلها…
فما نعيشه هذه الايام من مظاهر صراع مؤسف بين السلطة القضائية مثلا ومؤسسة الرئاسة على سبيل الذكر لا الحصر، وكذلك ما تشي به التحركات الاحتجاجية الشعبية في مناطق مختلفة من البلاد فضلا عن وقائع أخرى متفرقة وقرارات سياسية وامنية معلنة تبدو في ذاتها وبشهادة القضاء مرتجلة وغير مؤسسة قانونيا بحق نواب بالبرلمان وبحق شخصيات سياسية وقيادات حزبية معارضة…
كل هذا وغيره بات يدعو لتدخل انقاذي شجاع يعيد للاوضاع السياسية استقرارها ولعموم التونسيين الطمأنينة والامل وللمؤسسات الدستورية دورها الفاعل في رسم السياسات وفي ادارة شؤون الدولة بعيدا عن التشنجات والاتهامات بالتقصير بل وحتى بالتخوين احيانا…
هذه ليست دعوة لاقحام المؤسسة العسكرية فيما هو ليس من اختصاصها ولا هو من مهامها…
بل هو امر نقدر أنه في صميم واجبها الوطني الانقاذي والحماؤي للوطن وسلامة ترابه وانسانه…فما نحن بازائه اليوم من تسيب على جميع المستويات ومن غياب للاستقرار السياسي والاقتصادي يمثل بوادر فتنة خطيرة تهدد في العمق الوطن وسلامته وتهدد وحدة التونسيين وامنهم…
النائب والسياسي عياض اللومي دعا منذ ايام الى ان ينعقد حوار وطني تحت اشراف المؤسسة العسكرية وهي صيغة يمكن ان تكون مقبولة لتمارس من خلالها المؤسسة العسكرية دورها الوطني الانقاذي في التوفق الى حل سياسي وطني داخلي يساعد على انهاء الازمة السياسية الخطيرة التي تعيشها بلادنا خاصة منذ تاريخ الخامس والعشرين من جويلية الفين وواحد وعشرين…وفي الانتظار…
وسواء وقع اعتماد هذه الصيغة أو غيرها فانه يبقى ضروريا ومتاكدا ان نواصل مستقبلا على نهج التهدئة الذي اطلقه الرئيس قيس سعيد من خلال لقائه الأخير بامين عام الاتحاد العام التونسي للشغل ونبني عليه وكذلك من خلال خطاب العقل والتجميع الذي جاء على لسان السيد نور الدين الطبوبي بنفس المناسبة….بلادنا في خطر….
وهذا ليس تهويلا ولا تشاؤما ولابد من ان يعود لجميع الاطراف رشدهم ووعيهم قبل فوات الالوان….