
في مثل هذا اليوم 19 مارس سنة 1990 توفيت الفنانة الكبيرة علية عن سنة 53 سنة.

علية اسما اطلقه عليها الموسيقار صالح المهدي وهو اسم اخت هارون الرشيد.
اما اسمها الحقيقي فهو بيّة بنت بشير الرحال ولدت بالعاصمة 4 نوفمبر 1936 ودخلت الساحة الفنية في عمر مبكر حيث لحّن لها الفنان رضا القلعي اغنيتها الاولى على النمط المصري”ظلموني حبايبي” التي نالت بها شهرة عبر الاذاعة وهي في 16 سنة من عمرها.

بعد الاستقلال دخلت علية الاذاعة حيث اعتُمدت كمطربة وبدأ نجمها في صعود حتى اصبحت هي ورفيقة دربها الفنانة نعمة نجمتي الغناء في تونس وذاع صيتهما في المغرب العربي.
سنة 1968 قدمت ام كلثوم الى تونس وغنت علية امامها مقطع من اغنية الاطلال فأعجبت بقوة صوتها واثنت على جماله ودعتها الى مصر.

لم تمر دعوة ام كلثوم دون ان تؤثر في علية التي كانت يحدوها طموح فني كبير فانتقلت في مطلع السبعينات الى القاهرة ودخلت الشهرة من بابها الكبير وغنت لاكبر ملحني مصر في مختلف الالوان الوطنية والعاطفية الخفيفة والطربية.
ومن الملحنين الذين قدموا لها اجمل الحانها المصرية بليغ حمدي والفنان حلمي بكر الذي لحن لها اغنيتها الشهيرة”علّي جرى”.
وقد تزوجت علية من حلمي بكر قبل ان تنفصل عنه وتعود الى تونس بعد اقامة في القاهرة دامت 12 سنة تجولت خلالها في بلدان الشرق وغنت في مسارحها.

كثيرون هم الذين يرون ان رحلة الفنانة الكبيرة علية الى مصر لم تكن مثمرة بالقدر الكافي ولم تجن منها غير شهرة زائفة وبعض الألحان التي تبقى غريبة عن المدونة الغنائية التونسية.
اما العارفون بأسرار الفن الغنائي فانهم يرون ان كبار الملحنين المصريين لم يدركوا خصوصية وجمال صوت علية وقدموا لها الحان اضرّت بلون صوتها.

وتبقى علية التي تربت في معهد الرشيدية وحفظت المالوف ورددته احدى اجمل الاصوات التونسية قبل تحولها الى مصر.
صوت كريستالي نقيّ ساحر طوعته لتخليد باقة من اجمل الأغاني التونسية.
غنت لكبار الملحنين التونسيين خميس الترفان وصالح المهدي والشادلي انور وعبد الحميد ساسي…وغيرهم من اهم المبدعين من المغرب.
ولن ينسى التونسيون اغنيتها الوطنية التي ما تزال تستولي على قلوبهم جيلا بعد جيل:”بني وطني” التي ادتها بمناسبة جلاء آخر جندي عن التراب التونسي.