بقلم: الحبيب المستوري
من حين لآخر نسمع عن التوأمة بين المدن والقرى او بين البلديات من بلدان مختلفة وقد تتجول في مدن العالم وتلاحظ في مداخل البلدان والقرى لوحات كبيرة مكتوب عليها بالاحرف البارزة اسماء البلدان او البلدات المتوأمة مع تلك المدينة التي نزورها وهذا شيء جميل لكن الانفع من ذلك ان تكون لهذه التوأمة معنى ودلالات وتعاون وتبادل فني وثقافي وحسن استغلال الاموال المخصصة للتعاون الدولي والجهوي لفائدة سكان تلك المدن والقرى المتوأمة التي تستفيد من خبرات بعضها البعض.
وفي هذا الاطار يمكن الاشادة بما قام به المركز الإيطالي-العربي والمتوسطي بجزيرة سردينيا الايطالية لابتكاره “الزربية السردينية التونسية” التي تجمع بين التصاميم النموذجية في الصناعات التقليدية للبلدين وتم إيداع العلامة التجارية (ديارت Diart) بغرفة كالياري التجارية في 22 مارس 2019، وهذا في اختتام مسار للتعاون والتبادل والمقارنة الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين ضفتي المتوسط من خلال فن النسيج التقليدي.
ويدعم المشروع التطوير الشامل للقطاع، ويشجع المبادرات الجديدة المتعلقة بمعالجة وتسويق المنتجات اليدوية القادرة على إطلاق قنوات تجارية بين الحرفيين والتي تبرز الإنتاج المحلي وتعزز التراث الثقافي.
ويهدف مشروع (ديارت) إلى تطوير قطاع الحرفيين في النسيج اليدوي، لحماية وتعزيز الإبداع والمزج في الابتكار والتقاليد والحرفية لكلا النسيجين التقليديين بالبلدين والتعريف بهما عبر العالم.
كلفة المشروع من تمويل رئاسة اقليم سردينيا، بمساهمة من “مؤسسة سردينيا” والتي ينفذها المركز الإيطالي-العربي والمتوسطي بسردينيا بالتعاون مع بلدية ساموغيو، والمركز الفني للابتكار والتجديد والتأطير في الزربية والحياكة وجامعة قرطاج بتونس.
وان صادفت بداية انطلاق المشروع بداية انتشار وباء كورونا وتعطل معظم الانشطة التجارية والاقتصادية والتنقل بين المدن والبلدان الى حدود يوم 31 مارس 2022 موعد اعلان ايطاليا انتهاء الوباء والعودة الى الحياة العادية فانه من المفروض ان يعود الممضون على هذه الاتفاقية للجلوس وتدارس الحلول الملائمة لتنفيذ بنود الاتفاقية التي من أهمها ترويج مزدوج لهذه الزربية من طرف أصحاب المهنة على مستوى العالم وربما بل من المؤكد ان نستفيد من الخبرة الايطالية في ميدان ترويج الصناعات التقليدية اليدوية.
في انتظار استفاقة مرجوة لديبلوماسيتنا الاقتصادية لتعطي الاضافة في مجال التعريف والترويج لكافة منتوجاتنا التصديرية وعقد الاتفاقات والتوأمة مع بلدان العالم لتعود الفائدة على ميزاننا التجاري الذي يئن تحت وطأة الاستيراد العشوائي والتهريب واسعاف قطاع التصدير بمراجعة ترسانة القوانين المنظمة او (المعطلة) للتراتيب الادارية واللوجستية..
يقول المتنبي في مطلع قصيدته المشهورة “على قدر أهل العزم” :
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
