وجه آخر من وجوه الثقافة الوطنية يغادرنا إلى دار البقاء.
إنه الكاتب والمنشط الاذاعي والتلفزي فرج شوشان. ساعات قليلة فصلت بين خبر انسحاب المسرحي اللامع فتحي الهداوي و بين وفاة الشاعر والكاتب المسرحي فرج شوشان الذي احتلّ زمنا طويلا في حياتنا الثقافية من خلال الإذاعة والتلفزة، حين كانتا مندمجتين في مؤسسة واحدة، في عشرينيات وسبعينيات وثمانينيات وحتى بداية التسعينات من القرن الماضي. برنامجه الشهير”كتاب مفتوح” كان لا يغلق على الجديد من الكتب والمؤلفات التونسية، ولا على ما يجدّ من أحداث فكرية وفنيّة. كما أنه كان لا يتوانى عن استضافة المبدعين والتعريف بأعمالهم وانتاجاتهم. كان رحمه الله يحرص على تقديم البرنامج الجيد والمفيد ويطمح الى العمل المتكامل رغم محدودية الإمكانيات المادية والتقنية في ذلك الوقت.
شغف فرج شوشان منذ شبابه بالثقافة والفنون وانضم إلى حركة الطليعة وكتب الشعر والمسرح، لكن الإعلام الثقافي استهواه سريعا فبرز فيه بهدوء وثبات وحقق فيه من خلال الشاشة الصغيرة نجاحات عديدة. وقادته معرفته بالحياة الثقافية والفنية إلى تولي إدارة مهرجان الحمامات الدولي فكانت كذلك دورات ناجحة قيميّا وجماهير.