
يسأل الكثيرون من دعاة الديمقراطية المزيّفة والتعايش السلمي على حساب الآخر: لم كل هذا الحقد الذي يحمله يهود إسرائيل ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة ؟ بما أساءوا لهم وقد عاشوا في كنفهم وتمعّشوا من خيراتهم في أمان بالرغم من تصرّفاتهم العنصرية المشينة ؟ لماذا ينفون وجود الآخر وهو على أرض هي له منذ الأزل ؟
وفي هذا السياق كشف مدوّن عن موقع إلكتروني صهيوني على منصّة X يروّج فيه جنود الاحتلال صور قتلاهم الأطفال بعد أن أعدموهم بدم بارد ويتباهون بما فعلوه. كمٌّ من البربرية والمتعة بتعذيب الآخرين لم تعرف الإنسانية مثيلها وقد عميت بصيرة من يصدّع رؤوسنا بشعاراته الجوفاء بدعوى الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان.

إن دول الغرب العريقة منها واللقيطة تساند الإبادة الجماعية التي ترتكب في حق المدنيين من طرف الكيان المزروع عُنوة في جسم الأمة وتزوّده بالمال والسلاح كانت منذ القِدم وفي أزمنة متفرّقة تلاحقهم وتضطهدهم ربما لأسباب دينية لاعتبار أنهم قتلة المسيح بحسب النصرانية القديمة أو اقتصادية نظرا لسيطرتهم على مسالك المال والتجارة.
وكتب أحد المدوّنين تأييدا لرأي مماثل أن الدول الأوروبية وحدها هي التي نبذتهم وعاقبتهم فوضعتهم في مناطق معزولة (حارة اليهود) ومعسكرات اعتقال 109 مرات. وقدّم آخرٌ للتذكير قائمة مقتضبة في العقوبات التي فرضها الأوروبيون على “شعب الله المختار” على مدى الألف سنة الماضية:
1080: الطرد من فرنسا.
1098: الطرد من بلاد التشيك.
1113: مذبحة اليهود في Kiev وطردهم منها (الأمير Vladimir Monomakh).
1147: الطرد من فرنسا مرة أخرى.
1171: الطرد من إيطاليا.
1188 ثم 1290: الطرد من إنجلترا.
1298: الطرد من سويسرا (إعدام 100 يهودي شنقًا).
1306: الطرد من فرنسا (إحراق 3000 يهودي أحياء).
1360: الطرد من المجر.
1391: الطرد من إسبانيا (إعدام 30 ألفًا، وحرق 5000 أحياء).
1394: الطرد من فرنسا.
1407: الطرد من بولندا.
1492: الطرد من إسبانيا (قانون يمنع اليهود من دخول البلاد نهائيًا).
1492: الطرد من صقلية.
1496 ثم 1516: الطرد من البرتغال.
1510: الطرد من إنجلترا.
1516: صدر قانون في صقلية يسمح لليهود بالعيش في أحياء يهودية فقط.
1541: الطرد من النمسا.
1555: الطرد من البرتغال.
1555: صدر قانون في روما يسمح لليهود بالعيش في أحياء يهودية فقط.
1567: الطرد من إيطاليا.
1570: الطرد من ألمانيا (Brandbourg).
1580: الطرد من Novgorod روسيا (Ivan الرهيب).
1592: الطرد من فرنسا.
1616: الطرد من سويسرا.
1629: الطرد من إسبانيا والبرتغال (مرسوم فيليب الرابع).
1634 ثم 1655: الطرد من سويسرا.
1701 : الطرد الكامل من سويسرا (مرسوم فيليب الخامس).
1828: الطرد من Kiev وحملة ما يُسمّى progrom وتعني تدمير، نهب، شغب.
1933: الطرد من ألمانيا وإنشاء معسكرات الاعتقال.
بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تأسست دولة الكيان المحتل على أرض فلسطين في 14 مايو 1948 بتواطؤ مع هؤلاء الذين اضطهدوهم وتفننوا في إبادتهم. وكما يقول مثلنا العامي (يا طبيب العميان داوي عينك العورة).
عندما صرّح رئيس البيت الأبيض الأمريكي أن Groenland النابعة لمملكة الدانمرك يجب أن تُلحق بأمريكا قالت البلاد الأوروبية بصوت واحد: كفى. فصمت راعي البقر وانكفأ إلى حين عن غيّه.
أما حين صرخ الذئب المفترس أن يغادر الفلسطينيون غزة نحو البلاد العربية المجاورة ترمرم خرفان العُرب ودسّوا رؤوسهم في الرمال مثل النعام في انتظار هدوء العاصفة.
مرة أخرى، وإزاء صمت النعاج المخجل، تُقام المظاهرات وتُحشد الجماهير في أوروبا وفي جامعات أمريكا ذاتها وفي كل مكان من العالم لترفع الصوت عاليا في وجه حكوماتها العميلة وترفض بإصرار ما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب بتواطؤ مع بعض جيرانها المتصهينين والمطبّعين.

واليوم، انقلب السحر على الساحر وصار اليهود ذاتهم ضد الكيان اللقيط وينادون بإزالة دولة إسرائيل مرددين: نعم لليهودية ولا للصهيونية. أما المعنيين بالقضية فنائمون في العسل وعاجزون عن الحراك إلى أن يطير بهم السجّاد ويسقطوا في الحفرة.
