أعلنت مؤسسات من المجتمع المدني في ماليزيا، اليوم السبت، عن إطلاق مبادرة دولية غير مسبوقة لتسيير أكبر أسطول بحري مكوّن من ألف سفينة نحو قطاع غزة، في محاولة لاختراق الحصار الذي تفرضه الاحتلال على قجاع غزة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده عزمي عبد الحميد، رئيس مجلس تنسيق المنظمات الإسلامية الماليزية، حيث أكد أن السفينة “مادلين”، التي احتجزتها سلطات الاحتلال في وقت سابق، شكلت شرارة لتحفيز تحالف دولي واسع للانخراط في تحركات عملية جديدة لكسر الحصار.
وأوضح عبد الحميد أن المبادرة تأتي ردًّا على ما وصفه بـ”فشل المجتمع الدولي في إجبار إسرائيل على وقف جرائم الإبادة الجماعية وسياسة التجويع التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني في غزة”، مشيرًا إلى أن حجم الكارثة الإنسانية التي تتعرض لها غزة يفرض تحركًا عاجلًا يتجاوز بيانات الإدانة.
واستندت المبادرة إلى تجربة “أسطول الحرية” عام 2010، والذي قادته سفينة “مافي مرمرة”، إلا أن المنظمين أكدوا أن التحرك الحالي سيكون أكثر اتساعًا وتنظيمًا، ويشمل سفنًا ومشاركين من دول متعددة ضمن تحالف دولي يجري التنسيق لتوسيعه.
وبحسب ما أُعلن، حددت الجهات المنظمة أربعة مطالب رئيسية للأسطول: رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة بشكل فوري، ضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، توفير حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام المحاكم الدولية.
وفي السياق ذاته، يجري حاليًا تشكيل سكرتارية تنسيقية ومجموعات عمل متعددة لتجهيز الأسطول، مع توجيه دعوات مفتوحة إلى الأفراد والشركات للمساهمة في توفير السفن والتمويل اللازم لإنجاح المبادرة.
وأوضحت المؤسسات الماليزية أن الأسطول سيتجمع في دولة مجاورة لفلسطين قبل الانطلاق الجماعي باتجاه غزة، بهدف زيادة الضغط السياسي والدولي على إسرائيل، وكسر حالة الصمت التي تحيط بالحصار المتواصل للقطاع.
وفي الأيام الأخيرة، تصاعدت التحركات الشعبية والديبلوماسية في عواصم عربية وإسلامية ودولية للمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي، ووقف العدوان المتواصل على غزة، الذي تسبب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، باستشهاد وإصابة أكثر من 182 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، في سياق إبادة جماعية متكاملة الأركان بدعم أميركي مطلق.
وتضم “المسيرة العالمية إلى غزة” نحو 4 آلاف مشارك من 50 دولة حول العالم، كان من المقرر أن يعبروا منطقة سيناء نحو العريش، ومنها مشيًا إلى معبر رفح، في مسار تضامني مسافته 50 كيلومترا.
أما قافلة “الصمود” المغاربية، التي تشكلت من أكثر من 1500 مشارك بينهم ناشطون من تونس والجزائر وموريتانيا، فقد وصلت إلى مشارف الأراضي المصرية بقرابة 20 حافلة و350 مركبة، بانتظار السماح لها بالعبور إلى غزة.
ويُتوقّع أن تنضم إليها مجموعات أخرى من ليبيا، ضمن تحرك شعبي واسع النطاق يهدف لكسر الحصار المفروض على أكثر من 2.4 مليون فلسطيني محاصرين داخل القطاع.