•بعد 10 سنوات على احتجازه في بيروت يمثل هانيبال القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل أمام المحقق العدلي في قضية اختفاء الإمام الشيعي موسى الصدر وهي أول جلسة محاكمة منذ إيداعه السجون اللبنانية بعد اعتقاله في سوريا.
ويواجه هانيبال القذافي، تهما بالتكتم على معلومات تتعلق بمصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه محمد يعقوب وعباس بدر الدين الذين فُقدوا في العاصمة الليبية طرابلس عام 1978، وكان هانيبال في الثالثة من عمره من وقوع الحادثة، لكن التهم توجه اليه بصفته يمتلك معلومات وساهم في تغييب المعلومات في السنوات اللاحقة بصفته ابن العائلة الحاكمة، بحق هذه القضية التي لم تحسم ولا تزال سرّا منذ حوالي نصف قرن.
وسيمثل هانيبال القذافي أمام المحقق العدلي القاضي زاهر حمادة، بناءً على طلب عائلة موسى الصدر، وستكون جلسة الاستجواب المرتقبة تتجاوز طابعها القضائي البحت، حيث تحولت من أعقد القضايا القانونية والسياسية في لبنان منذ سقوط نظام القذافي عام 2011.
في 2015 ظهر اسم القذافي فجأة في بيروت بعد اختطافه من الأراضي السورية على يد مجموعة اقتادته الى لبنان وتم تسليمه للسلطات الأمنية وتوقيفه منذ ذلك الحين في السجون اللبنانية، وخلال إحدى جلسات استجوابه، كشف القذافي الابن أن الإمام الصدر كان محتجزًا في منطقة جنزور طرابلس الغرب حتى عام 1982، ثم نُقل إلى سبها ومنها إلى سرت.
بعدها توقّف عن الإدلاء بالمزيد من المعلومات، واشترط الإفراج عنه مقابل تقديم معلومات إضافية، ما عزز قناعة القاضي حمادة بوجود معرفة دقيقة لديه بمسار القضية، انطلاقًا من موقعه داخل الدائرة الضيقة للنظام الليبي وارتباطه الوثيق بالملف اللبناني، خصوصًا بعد زواجه من سيدة لبنانية وتولّيه مسؤوليات مرتبطة بالشأن اللبناني.
وفي عام 2017، وأثناء إحدى جلسات الاستجواب، تطاول القذافي على القاضي زاهر حمادة ووجّه إليه إهانات، ما دفع الأخير إلى الإدعاء عليه، ومنذ ذلك التاريخ، لم تُعقد أي جلسة استجواب جديدة، لتأتي جلسة اليوم كأول مثولٍ له أمام المحقق العدلي بعد انقطاعٍ طويل عن مسار التحقيق.
