
(من كواليس السياسة الدولية)
من يُطلق النار على من ؟ اللص أم الكلاب ؟
في الأسبوع الفائت وإثر الإعلان عن اتفاق وقف النار في غزة كتبت أنه مثير للشك وأن “السلام هو استراحة محارب يستعدّ لجولة موالية من القتل والدمار وأكذوبة مُخادع شيمته الغدر يتربص بعدوّه وينوي أن ينقلب عليه في أية لحظة مثل الأفعى العمياء”.
وبالفعل، فإن ما يقع علي أرض الميدان يؤكد ما ذهبت إليه.
فالمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين العزّل لا تزال مستمرة في غزة وتهديم البيوت الفلسطينية لا يزال متواصلا في الضفة وبوتيرة متسارعة ومزارع الزيتون ستبقى ممنوعة على أصحابها حتى يموت الزرع. فغبي أو متغابي من يتوهّم أن المعابر المغلقة ستفتح في وجه المساعدات الإنسانية لتنقذ أرواحا معلّقة في رغيف وقطرة ماء أو جرعة دواء.
أبله من يعتقد أن الأمر سيتوقّف عند هذا الحد.
الكيان المحتلّ يعتدي على سيادة قطر بغارة ويغتال قياديين سياسيين من فصائل المقاومة الفلسطينية ثم يعتذر عن هذا الخطأ “الصديق”، تلك الإمارة المحايدة التي تُسنده وتقوم بدور الوسيط الرسمي بالوكالة بينه وبين الفصائل المقاوِمة التي تنعتها سردية العدوّ بالميليشيات “الحمساوية” ويساندها المطبعون والمتخفّون تحت أقنعة متنوعة الألوان.
والأدهى أن هذا الاعتداء الذي سارعت جامعة الدول العربية ومكوّناتها الهزيلة إلى شجبه والتنديد به، كالمعتاد، تمّ وعين الولايات المتحدة الأمريكية “ساهرة” بقواعدها في على حماية الإمارة الحليفة من عدوّها.
ممن؟ أهل مكة أدرى بشعابها.
وتتداول منصات التواصل الالكتروني أن دولة الإمارات سنّت منذ مدة قريبة قانونا يُخوّل للإسرائيليين حمل الجنسية الإماراتية التي يمنعونها عن الآخرين، وبالتالي سيكون لهم حق التملّك وبعث المشاريع الاقتصادية والتجارية في كل دول مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك الجزيرة العربية.
وهكذا يتحقق حلم إسرائيل الكبرى وأكثر مما كانوا يُفصحون بأيادي عربية، وربما استرجعوا مكة وخيبر وصاروا يتحكمون في صكوك العمرة والحج ويؤتونها لمن يريدون.
إن أنظمة الدول في جل بلاد العالم تنظر بعين واحدة عمياء وتسمع بإذن فريدة صماء وتقف قوانينها على رجل واحدة عرجاء، يحكمها قانون الغاب، قانون الأقوى، والأقوى اليوم هو من يمتلك المال والعلم والسلاح ويتحكّم في مسالك الإعلام ونشر ما يريد.
حين نعلم أن نصف اقتصاد الولايات المتحدة في يد أغنى خمس عائلات يهودية أمريكية وأنها تتحكم في ترشيح وانتخاب أعضاء الكونغرس مقابل مئات ملايين الدولارات للفرد الواحد، نفهم ديمومة الكيان اللص واستمرار كلابه في العربدة والتقتيل والتدمير.
ويقول أحد الخبراء إن هذه العائلات تمارس ما يسمى بالاقتصاد الدائري économie circulaire أي بين مجموعة محدودة وأتباعها يتبادلون المصالح والصفقات في دائرة مغلقة. ويفسّر الخبير أن الرئيس ترمب أصبح مليارديرا بفضل انتمائه إلى شبكة صهيونية وهو ما أنقذه من الإفلاس لما انهارت بورصة العقارات الأمريكية عام 2008.
فبقدر طاعته لإرادة هذه اللوبيات وامتثاله لتعليماتها تكبر ثروته ويمتد نفوذه، وما مشروعه بإخلاء غزة من أهاليها وتجريدها من كل مقومات الحياة ثم إعادة بنائها من جديد “جنة” يطيب العيش فيها سوى تنفيذٍ لمخطط صهيوني طويل أساسه الاتّجار والتربح.
