ما يرسخ في الذاكرة من لقاء تونس ومالي في “كان الكاميرون” شيئان ..
الاول تاكيد المدرب المنذر اكبير انه ليس اهلا لتدريب المنتخب وانه لا يملك زمام القرار في اختيار اللاعبين وربما حتى في وضع الخطة التكتيكية المناسبة ..
والثاني هو اداء الحكم الزمبي جاني سيكازوي الذي لاح في حالة غير عادية بالمرة خاصة في الشوط الثاني حيث اعلن عن نهاية اللقاء في مرة اولى قبل 5 دقائق من نهاية الوقت الرسمي ثم اعلن ثانية عن نهايته قبل نصف دقيقة من انتهاء التوقيت القانوني متناسيا ان اللقاء شهد الكثير من الوقت الضائع وان القانون يفرض احتساب 30 ثانية ضائعة مع كل تغيير في اللاعبين والمباراة شهدت 8 تغييرات أي اربع دقائق كما شهدت ايقاف للعب لمدة تجاوزت الدقيقتين لتمكين اللاعبين من شرب الماء اضافة الى ما تطلبته الاصابات من تدخل للطواقم الطبية للمنتخبين وما تم اهداره من وقت في كل تدخل كما ان الحكم التجأ الى الـ”فار” في ثلاث مناسبات.
هذا التخبط من الحكم الزمبي سيخلق اشكالا كبيرا امام الاتحاد الافريقي لكرة القدم الذي وقف على هول ما اقترفه الحكم الزمبي وترجى المنتخبين العودة لاستكمال اللقاء مع تغيير الحكم وفعلا نزل الحكم الرابع الانغولي هيلدر مارتينز دي كارفاليو كحكم رئيسي وشرع في القيام بالحركات الاحمائية ورضيت تونس في البداية بالعودة الى الملعب في حين رفض الماليون ذلك الا ان الصورة انقلبت في ما بعد حيث نزل الماليون ورفض التونسيون بعد ان علموا ان اللجنة المنظمة للـ”كان” اعلنت انه سيتم اضافة دقيقتين فقط كوقت بدل الضائع مع الثواني العشرة المتبقية عن نهاية اللقاء في توقيته الاصلي وهو ما سيخلق اشكالا كبيرا سيتولد عنه سجال اكبر حول شرعية الاحتراز التونسي وطلبه اعادة المباراة باكملها استنادا الى قانون الفيفا وتحديدا الفصل 5 وكل هذا قد يجعل من الصعب او من المستحيل البت في هذه القضية قبل انتهاء الدور الاول.
اما المباراة في حد ذاتها فقد تميز فيها المنتخب لتونسي بالضعف فلا رسم تكتيكي واضح ولا اختيارات بشرية تتناسب مع جاهزية اللاعبين ولا حتى التغييرات تداركت الامر وكان من الطبيعي ان تنهي تونس اللقاء منهزمة بهدف نظيف ولو اضاف الحكم 45 دقيقة كاملة كوقت بدل للضائع فليس بامكان تونس تسجيل الاهداف بمثل ذلك الاداء وذاك التخبط ويكفي ان نذكر هنا ان تونس لم تنظم أي هجمة منسقة ولم تقلق راحة الحارس المالي وحتى ضربة الجزاء تقدم اضعف لاعب في المباراة وهو الخزري لتنفيذها فاضاعها وكان من الطبيعي ان يضيعها لانه غير جاهز بدنيا ولا فنيا فانعكس ذلك على استعداداته الذهنية والاغرب من كل ذلك ان المدرب الكبير لم يقم بتغيير الخزري بل غير السليتي وهو الاقدر على تنشيط الهجوم وكان يمكن ان يقحم معه الجزيري للاستفادة من التناغم الحاصل بينهما بعد مشاركتهما سويا بتالق في الكاس العربية قبل اسابيع قليلة ثم اخرج العيفة وعيسى العيدوني وكل هؤلاء يتمتعون بقامات طويلة وكان يمكن استغلالهم في الضربات الراسية في الكرات الثابتة في ظل عجز المنتخب عن تنظيم هجمات مركزة ..
لكن الكبير لا يعي ذلك ويبدو انه يتلقى التعليمات حول التغييرات بل انه يحددها حتى قبل اللقاء ولذلك هي ليست تكتيكية بل تغيير لاعب بلاعب لا اكثر ولا اقل.
تغلب منتخب مالي على تونس بهدف نظيف في مباراة لم يكن فيها “نسور قرطاج” موجودين على الملعب الا باجسادهم فقط اما عقولهم فكانت خارج املعب ولا علاقة لها بالميدان وكان منتخب مالي الأكثر استحواذا على الكرة وهدد مرمي تونس اكثر من مرة لا لقوته بل لضعف التونسيين وعدم جاهزيتهم الذهنية وسوء اختيارات المدرب الذي لم يطبق القاعدة الناجحة في كرة القدم وهي ضرورة عدم تغيير فريق منتصر لكن الكبير ضرب بهذه القاعدة عرض الحائط وغير تشكيلة المنتخب ولم يعو على تلك التي صنعت المعجزات في قطر فقط لانه يجب عليه اقحام الخزري والعيدوني والخاوي وغيرهم ممن كانوا في قاء مالي مجرد اشباح لان الكبير لا شخصية له مثل مدرب المغرب الذي استغنى عن حكيم زياش ويوسف النصيري وغيرهما لانه لا يهتم بالاسماء بل بالاداء ولا يوجه الدعوة الا للاكثر جاهزية ولا يخاف من لاعبيه.
بهذه النتيجة، يحصد منتخب مالي أول 3 نقاط في دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2021، فيما يظل منتخب تونس بدون رصيد من النقاط واثبت انه يخاف من البدايات خاصة ان كان يمتلك مدربا بطبعه “خواف”.
عبد الحميد الفلاح