ذات مرة اختارت سفارة تونس بايطاليا في نطاق تبادل الهدايا للعام الجديد، إهداء التمر وزيت الزيتون في حلة رائقة ومعرفة بمميزات المنتوجين المعروفين على المستوى العالمي وثروة وطنية تجلب عملة صعبة لا يستهان بها، لكن يلاقيان مزاحمة وفي بعض الاحيان محاصرة بالسوق الاوروبية كزيت الزيتون الذي هو بدون منازع أجود انواع زيت الزيتون في العالم، بين الثلاثي المعروف “ايطاليا واسبانيا واليونان”.
وعليه وجب الوقوف الى جانب منتوجاتنا الوطنية وحث الجالية التونسية بالخارج على استهلاكها ودعمها والترويج لها لدى الاصدقاء والزملاء في العمل والجيران وعلى شبكات التواصل الاجتماعية، وهذا الذي تقوم به سفارتنا وليس فقط في نطاق الديبلوماسية الاقتصادية وعلى الهيئات المعنية بالترويج ومؤسساتنا الوطنية بالخارج العمل بمثل هذه المبادرة الناجعة والتي تعود بالنفع على مدخرات بلادنا من العملة الصعبة خاصة في هذه الايام العصيبة.
وليس أقل قيمة أهمية تقديم المنتوج في احسن صورة من ناحية المظهر وجمال التعليب وبيان دقة المواصفات الرسمية لحمايته من عمليات الغش والاساءة الى مواصفاته التقليدية وتشويه طعمه.
فلابد من ذكر اسم المنشأ مثلا، ووضع اشارة منتوج أصلي لاعطاء الفرصة للمستهلك للتأكد من المنتوج ولديوان الزيت لتتبع مسالك التوزيع لان زيت الزيتون التونسي يتعرض في كثير من الاحيان بالخارج الى التلاعب وخلطه بالزيوت الاخرى الاقل قيمة بنيّة تشويهه تجاريا والتقليل من قيمته الغذائية المميزة لان الزيت التونسي يباع سائب وغير معلب في غالبيته وهذه معضلة لم يتمكن ديوان الزيت التغلب عليها، لنقص في شركات التحويل والتعبئة وحتى القوارير ذات الاشكال المتنوعة لان ديوان الزيت لا يدعم مثل هذه الاستثمارات للأسف.
وربما التدابير المتخذة مؤخرا تشجع المستثمرين على اقامة مصانع التعليب والتعبئة وصنع القوارير الزجاجية على الاراضي التونسية.
وقد حملت هدية السفارة، ولا اعلم هل هذه المبادرة معمول بها لدى سفاراتنا كلها او هو عمل فردي منعزل رغم أهميته واذا لم يكن كذلك فيجب تعميم هذه الفكرة لانها في النهاية لمسات صادقة وذوق رفيع من ذات المُعطي، تحمل صدقاً وحميمية أبدية..
يقول جبران خليل جبران: “لا قيمة لعطائك إن لم يكن جزءا من ذاتك”..