قدم الوالي السابق والباحث في علم الإجتماع سالم المنصوري نداء الى رئيس الجمهورية، من خلا تدوينة نشرها عبر حسابه بالفايسبوك طالب فيها رئيس الجمهورية، والسلطات المعنية ببعث مستشفى جامعي خاص بمعالجة أمراض السرطان، كما سلط الضوء على ملف التبرعات التي جمعتها الجمعية التي بعثتها ليلى الطرابلسي لمساعدة مرضى السرطان قبل الثورة، والتي ضمنت صلب خزينة الدولة لكن لحد اللحظة لم يتم التصرف فيها ولا تنوير الرأي العام حولها لحد الآن.
وإليكم نص التدوينة:
بعد أداء واجب التحية اللائقة بالجناب أعلم سيادتكم انه سبق لي في 2 اكتوبر الماضي مخاطبة سيادتكم ورئيسة الحكومة ووزير الصحة بالإشارة لضرورة بعث مستشفى جامعي خاص بمعالجة أمراض السرطان الى جانب فضاء صالح عزيز الذي لم يعد باستطاعته تلبية الحاجيات المتزايدة وقد اطّلعت بفضل ندوات علمية ان عدد المصابين يسجّل كل سنة عشرين ألف حالة جديدة منها 3000 خاصة بسرطان الثدي.
كتبت منذ سنوات ان السيدة ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس السابق بن علي كانت اسست جمعية خيرية لمساعدة المرضى وجمعت مبالغ قصد مساعدة الدولة على تشييد المستشفى الجديد على أرض سجن 9 أفريل بعد تحوله الى جهة المرناقْية.
ورافقت بعدها زوجها في رحيله الى حيث نعرف جميعا..
وتناقلت الروايات ان المبلغ الذي جُمع وقد يناهز المليون دينارا تم تضمينه في الخزينة العامة، وقُبِر موضوع المشروع وانطلقت بعدها اصوات شعبوية تنادي ببعث متحف للسجن وسجناء مختلف ” النضالات ” على تلك الأرض….ولم يحصل لا هذا ولا ذاك..
وبقيت قطعة الأرض شاغرة الى يوم الناس هذا..ويُخشى ان يتمّ في غفلة الجميع الاستحواذ عليها لبعث احد المشاريع الإدارية او التجارية دون المستشفى أهميّة واولوية..وتضيع بذلك الفرصة على الشعب التونسي من الاستفادة من مؤسسة صحية هو في امسّ الحاجة إليها !
من يزور اليوم مستشفى صالح عزيز لا يتمالك ان يندب وضع تونس وقد باتت تسحق مرضاها وتدفنهم احياء دون شفقة ولا رحمة..كما يرى كيف يقبع المرضى على سطح الأرض والاروقة في انتظار مواعيد او فحوص او تحاليل بعيدة المدى وهم يركبون فوق بعضهم في أوضاع تذكّرنا بنقل الحيوانات في العربات المجرورة دون رفق ولا عناية…
أصبح مستشفى صالح عزيز وغيره من الفضاءات الصحية بمثابة محطات لانتظار الموت..لاحظ لي المناضل المرحوم احمد المستيري عند زيارته قبل أشهر من وفاته [ الدولة التي أصبحت تسلّم الاهالي موتاهم من الرّضع في كراتين لم تعد دولة ] ..
أعود اليوم لنفس الموضوع بتوجيه هذا النداء الى سيادتكم لفتح هذا الملف الحساس وتخليص آلاف المرضى من طريق العذاب..
وقد كان من واجب البرلمان والحكومات المتعاقبة الاهتمام بالموضوع لإنقاذ الأسر التونسية من البؤس والأحزان بالإضافة إلى مصاريف التنقل والإقامة الباهضة وفي أحيان كثيرة السقوط تحت سيطرة الابتزاز وجشع بعض المصحات الخاصة…
وختاما اقترح على سيادتكم التفضل بتبني الفكرة بعد درسها والاذن برصد مبالغ مالية ضمن ميزانية الدولة لسنة 2023 تكون كافية لإنجاز قسط مهمّ من المشروع كما اقترح على سيادتكم إسناد اسم المرحوم المناضل احمد بن صالح على هاته المؤسسة لإعادة الإعتبار له وهو الذي اشرف على قطاع الصحة العمومية والشؤون الإجتماعية في اول حكومة الجمهورية وحقّق كثير الإنجازات الهامة في هذا الميدان الذي وضعه على الدرب الصحيح بإخراجه من أوضاعه المتردّية البدائية والانطلاق به نحو الإنجاز والتقدّم والفضاء الأرحب …واعتقد ان سيادتكم أدرى بتلك المسيرة .
وانا على يقين أنكم، بتحقيق هذا الإنجاز الهام ، ستقدّمون أكبر الخدمات للأسرة التونسية التي تعاني الامرّين من هذا الوباء ..وفقّكم الله فيما ينفع الوطن ، والله عنده حسن الثّواب..