لم يكن يعلم عبد القادر آيت سيدي، المولود في مدينة الورزازات المغربية سنة يوم هاجر الى ايطاليا مع عائلته في مطلع سنة 1990 انه سيتحمل المسؤولية التي يتحملها اليوم والمتمثلة في إتمام مرحلة تصميم كأس العالم لكرة القدم وتلميعها حتى تصبح برّاقة جذابة.
السيدعبد القادر البالغ من العمر 58 سنة جلَب اليه اهتمام مسؤولي شركة برتوني الشهيرة بضواحي مدينة ميلانو بشمال ايطاليا والتي تُصمم وتصنع اهم كؤوس كرة القدم ومنها خصوصا كأس العالم منذ سنة 1971، بفضل ما يتميز به من انضباط وجديّة وحبّ لعمله.
التحق عبد القادر آيت سيدي بشركة برتوني سنة 2002 وانضمّ الى الفريق المصغّر الذي يتولى صنع كاس العالم وهو الفريق المتكون من 20 نفرا كلهم ايطاليون بإستثناء عبد القادر وهو الأجنبي الوحيد الذي أوكلت إليه مهمّة تلميع مختلف الكؤوس القاريّة (كأس إفريقيا للأمم، كأس الخليج، كأس دوري الابطال، كأس أوروبا ليغ…) وكذلك الميداليات التي تصنعها الشركة، وبالخصوص كأس العالم لكرة القدم التي تبقى الكأس الأهم.
شارك السيد عبد القادر منذ انضمامه لشركة برتوني في تلميع خمسة نسخ من كأس العالم لكرة القدم هي:
– كأس 2002 باليابان والتي فازت بها البرازيل
-كأس 2006 بالمانيا والتي فازت بها إيطاليا
-كاس2010 بجنوب إفريقيا والتي فازت بها اسبانيا
-كأس 2014 بالبرازيل والتي فازت بها المانيا
-كاس2018 ب وسيا والتي فزت بها فرنسا.
وسيتابع في نوفمبر المقبل كامل لحظات الحفل الاختتامي لدورة كأس العالم 2022 بقطر ليرى مَن مِن الدول سيرفع لاعبوه الكأس الذي عمل الساعات الطوال ليزيل عنها الأوسخة والأتربة ويلمّعها حتى تظهر خارطة العالم التي نُقشت عليها بكامل جزئياتها وبريقها.
يقول السيد عبد القادر:”حين أرى الكأس التي وضَعتُ فيها بصمتي تجول في أجزاء العالم وتُرفع في المباراة الختامية، فإني أرى في الحقيقة جزءً مني وأرى صورتي على تلك الكأس أو على تلك الجائزة التي تُصنع باحترافية ودقّة عالية إذ تُعتبر الأغلى في العالم”.