بقلم د.فاضل حرزلي
ان التاريخ هو ذاكرة الشعوب فالشعب الذي ينسى أو يتناسى تاريخه والأحداث التاريخية التي صنعها أو عاشها هو شعب فقد الذاكرة وبالتالي أصبح مريضا أي غير سوي لأن فقدان الذاكرة هو مرض حقيقي لا يستهان به.
لذلك تحرص كل الشعوب على تدريس تاريخها لأطفالها وشبابها مواطني المستقبل حتى لا ينسوا تاريخهم ويتجذروا في هويتهم و محيطهم ويحبوا وطنهم ويدافعوا عنه عند الشدة.
بعض شعوب المعمورة ممن حققوا تقدّما اقتصاديا وتقنيا وتكنولوجيا لم يستطيعوا تجنّب المعاناة الجارحة والثقيلة من مركب نقص افتقادهم لتاريخ موغل في القدم.
ونحن التونسيين يجب أن نفخر بعراقة تاريخنا الطويل الذي لا يمتد على ثلاثة آلاف سنة فقط مثلما يعتقد البعض عبثا بل يتجاوز هذه المدة الطويلة اذ يرتقي تاريخ بلادنا الى حضارات موغلة في القدم بقيت آثارها المادية شاهدة عليها الى اليوم ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الحضارة “القبصية” التي ازدهرت منذ آلاف السنين بربوع مدينة قفصة الحالية.
حري بنا اذن أن نحتفل بكل فخر واعتزاز بعيد جلاء آخر جندي فرنسي عن ترابنا وحري بنا أيضا أن نحافظ على استقلال بلادنا ونحميها من كل خطر محتمل لأن حماية الوطن واجب مقدس.
عاشت تونس حرة مستقلة أبد الدهر وكل عام وتونس بخير ان شاء الله.