بقلم: الأستاذ عادل كعنيش
كتاب جديد يثرى الذاكرة الوطنية التيجانى الحداد يستعد هذه الايام لاصدار مؤلفه الذى كتبه باللغة الفرنسية بعنوان Mon parcours هذا الكتاب.
تحدث فيه صاحبه عن الفترات التاريخية التى مر بها وعبر هذه المحطات تناول الوضع السياسي والاجتماعى الذى عاشته البلاد فانطلق من مرحلة الشباب وتجربته بالكشافة التونسية بصفاقس حيث وصف الحياة التلمذية والشبابية بالجهة والتعبئة الوطنية التى كانت تحصل للنشىء الجديد من الاساتذة والمعلمين لصنع جيل يتحدى الصعاب هذا الجيل تربى على محبة توتس رغم تواضع الامكانيات لذلك نجده يلبى نداء الواجب عندما اندلعت معركة بنزرت فساهم عدد من الشبان عن طريق الكشافة فى فرق الاسعاف على ساحة المعركة بدون خوف لانه امن ان الحرية لها ثمن قبل الشباب ان يدفعه مهرا للاستقلال والجلاء الكامل انتقل بعد ذلك للحديث عن الحياة الجامعية حيث شاءت الضروف ان يوجه لدراسة الانقليزية بجامعة القاهرة ولكن خطاب الزعيم بورقيبة باريحة خلق جوا مشحونا ضد توتس فانطلقت المظاهرات فى القاهرة احتجاجا على موقف الرءيس الذى نادى بالاعتراف بقرار التقسيم مما ادى الى قطع العلاقات الديبلوماسية بين تونس ومصر وارجاع طلباتنا لمواصلة دراساتهم بتونس.
رجع سي التيحانى لتونس وانخرط بكلية الاداب بتونس بشارع 9 افريل شعبة الانقليزية واسس نادى الانقليزية حيث عاصر سي التيجانى عديد الوجوه المعروفة بهذه الشعبة من النساء والرجال ثم تخرج ليلتحق بالقطاع السياحى بوزارة الاقتصاد ووفق بين ميولاته الصحفية و الخبرة التى اكتسبها فى القطاع السياحى ليختص فى المجال الصحفى السياحى وهو ماجعله يتراس منذ ثلاث عقود الجمعية العالمية للصحافة السياحية الى جانب هذا التكوين الاعلامى السياحى اهتم سي التيجانى الحداد بالنشاط السياسي وساعده على البروز كناشط سياسي وكناءب ثم كوزير مصاهرته للمرحومين حامد القروى واحمد بن صالح وقرابته بالسيد احمد نورالدين.
وقد تناول فى هذا الكتاب جزء من التجربة الاشتراكية التى قادها المرحوم احمد بن صالح وعرج على الاسباب الحقيقية التى كانت وراء ابعاده والمظلمة التى استهدف لها عندما اوقف بن صالح سنة1970 والمحاكمة الجاءرة التى تعرض لها سي احمد مماجعله يخطط للفرار من السجن فى فيفرى 1973 وقد تحمل جانب من وزر هذه المحاكمة باعتبار ان جل شقيقات زوجة احمد بن صالح وهن شقيقات الدكتور حامد القروى قد اوقفن نتيجة فرار احمد بن صالح باستثناء زوجة سى التيحانى وهى السيدة لطيفة القروى استاذة الانقليزية كذلك حيث اتهمن انهن كن على علم بهذا الفرار ولم تنجو الا زوجة الكاتب التى كانت فى فترة مخاض كما تحدث الكاتب باسهاب عن العشرية التى تولى خلالها المرحوم حامد القروى مسوولية الوزارة الاولى وهى عشرية تميزت حسب الكاتب بكثير من الحيوية والنشاط.
ورغم ذلك ابعد سي حامد ليتولى السيد محمد الغنوشى الوزارة الاولى حيث عمل معه كوزير للسياحة وانهى الكاتب مؤلفه بالحديث عن المضايقات التى عاشها كصاحب مطبعة قرطاج حيث قبل طباعة صحف المعارضة فى عهد الزعيم بورقيبة مما ادى الى ايقافه فى اكثر من مناسبة ثم عرج على المحاكمات الجاءرة التى استهدف اليها باطلا كبار المسؤولين، بعد الثورة حيث اودعوا ظلما فى السجون مبديا اسفه لعملية التشفي والانتقام التى لم يسلم منها هو شخصيا حيث احيل مع كل من الاخ كمال ساسي و الاخت سميرة خياش امام الداءرة الجنائية فى قضية عرفت بقضية مارى كارى وقد قضت المحكمة بسجنه مده سته سنوات لا لشىء سواء انه منح دعم لمنظمى الحفل من صندوق خاص تتاتى امواله من رجال اعمال القطاع السياحى لدعم التظاهرات التى تساعد على توافد السياح الاجانب لبلادنا.
وفى الاخير تناول تجربته فى بعث حزب الحركة الدستورية الذى اصبح يسمى لاحقا بالحزب الدستورى الحر و نوه بحملة التضامن التى وجدها خاصة من ودادية قدماء البرلمانيين التى جندت اكثر من150 محامى للدفاع عنه وعن كمال ساسي وسميرة خياش فى قضية مارى كارى وساهمت بشكل كبير فى تمرير قانون المصالحة الادارية الذى انهى معاناة ما يقارب عن 1600 شخص من كبار مسؤولى الدولة مبديا امله ان تتجاوز البلاد مرحلة التشفي والانتقام لاقامة نظام يعمل من اجل المصلحة العليا للبلاد دون اى اقصاء اوكراهية كتاب ثرى للغاية من اعداد رجل عاصر كبرى الاحداث الوطنية.
وسيساهم هذا الكتاب فى توضيح عديد الاحداث بما فيها طريفة نشاة الحزب الدستورى الحر الذى كان من كبار مؤسسيه مع حامد القروى وعبدالرحيم الزوارى وعلى الشاوش والحبيب مبارك لذلك انصح الجميع بالاطلاع عليه.
واوصى الصديق التيجانى بتنظيم حفل لتقديمه لانه كتاب يتجاوز العنوان الذى اختاره الكاتب ليعرض مسيرة وطن كامل وهو بالتالى يستحق ان يحمل تسمية مسيرة شعب.
Le parcours d un peuple