ما حققه المنتخب المغربي في مونديال قطر لا يعد مفاجأة لان المفاجأة تنتهي مع ثاني لقاء لكن منتخب اسود الاطلس انهى الدور الاول في الطليعة ثم هزم المنتخب الاسباني الرهيب صاحب الاسلوب المتفرد الذي جعله احد كبار كرة القدم العالمية ليهزم في ربع النهائي منتخب البترغال الذي دك شباك سويسرا في ست مناسبات كاملة ووصال المغرب تالقه ليثبت ان ما حققه ليس من قبيل المفاجاة بل نتيجة عمل دؤوب سيسمع للكرة المغربية بمزيد التالق قاريا ودوليا.
ما حققه منتخب المغرب يعد إنجازا تاريخيا عربيا وأفريقيا حيث منح العرب والافارقة الفرصة ليرفعوا رؤوسهم وليجهزوا انفسهم في قادم المونديالات ليكونوا رقما صعبا ولا يكتفون بالمشاركة من اجل المشاركة وتصديع الرؤوس بالحديث عن المشاركة المشرفة ..
قيمة ما انجزه المغرب يتلخص في جملة مهمة ستكون فاتحة عهد جديد لكرة القدم العالمية هذه الجملة هي : لقد أنهى “أسود الأطلس” هيمنة أوروبا وأمريكا الجنوبية على نهائيات كأس العالم. فما هي العوامل الفريدة الي ساهمت خلال هذا المونديال في نجاح أسود الأطلس ؟مقعد مع الكبار تأهل منتخب المغرب إلى دور نصف النهائي في مونديال قطر لا يتوقف على أنه أول فريق أفريقي يصل إلى هذا الدور الحاسم، بل ان الإنجاز المغربي يتمثل في انه اصبح ثالث منتخب غير أوروبي ولا ينتمي إلى أمريكا الجنوبية يضرب موعدا في نصف نهائي بطولات كأس العالم.
ففي آخر أربع نسخ لنهائيات كأس العالم، حسم الحرس القديم في عالم الساحرة المستديرة كافة مقاعد أدوار نصف النهائي، وحتى في مونديال قطر حجزت منتخبات الحرس القديم ممثلة في الأرجنتين وكرواتيا وفرنسا ثلاثة مقاعد في دور نصف النهائي.
فقبل الإنجاز المغربي في مونديال قطر، حققت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إنجاز بلوغ دور نصف النهائي وذلك خلال بطولتي كأس العالم عام 1930 وعام 2002 على التوالي.
وتعود هيمنة أوروبا وأمريكا الجنوبية على أدوار نصف نهائي بطولات كأس العالم إلى أسباب أبرزها المال والتقاليد، لكن في ظل عولمة الساحرة المستديرة، كان اللاعبون ومحبو كرة القدم في آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية يأملون في إنهاء هذه الهيمنة.
وعلى وقع إداء مذهل ودعم جماهيري كبير في أول بطولة كأس عالم في العالم العربي، تمكن المغرب من كسر هذه الهيمنة في مونديال يراه كثيرون بانه يحمل مفاجآت كروية من العيار الثقيل خاصة بخروج منتخبات مثل البرازيل وبلجيكا.
وخلال مؤتمر صحافي، قال مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي “يمكن أن تكون لديك موهبة أقل وكفاءات أقل وكذلك أموال أقل، ولكن لو أنك تؤمن وتقاتل، قد تجعل المستحيل ممكنا، إنها ليست معجزة، إنه عمل”.
اصرار على مواصلة النجاحوحتى في أدوار ربع النهائي في بطولات كأس العالم السابقة، كان وصول منتخبات من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية يمثل الاستثناء الذي يكسر القاعدة التي تعود عليها محبو الكرة وقبل المغرب، حيث كانت كوستاريكا آخر فريق غير أوروبي ولا يمثل أمريكا الجنوبية يصل إلى دور ربع النهائي في المونديال وذلك في كاس العالم بالبرازيل عام 2014 عندما خسر أمام هولندا بركلات الترجيح.
كذلك وصل منتخب غانا إلى دور الثمانية في مونديال 2010، فيما بلغت السنغال دور ربع النهائي في مونديال عام 2002 كما وصلت الكاميرون إلى دور ذاته في نسخة إيطاليا 1990.
وفي ذلك، قال أرسين فينغر، المدرب الأسبق لنادي أرسنال وعضو مجموعة الدراسات الفنية التابعة للفيفا في قطر، إن قصر فترات التحضير للبطولة نظرا لتنظيم مونديال قطر في منتصف موسم الدوري الأوروبي قد فتح الباب أمام فرق مثل المغرب لتتفوق في البطولة.
وأضاف “كنت حريصا جدا على رؤية كيف ستمضي كأس العالم من دون متسع من التحضير وكيف ستتكيف الفرق مع عدم وجود وقت طويل للاستعداد”.
ويبدو أن منتخب المغرب قد تعلم الدرس جيدا حيث تفوق على منتخبات أوروبية من الطراز الأول مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.