بعد معاناة تخللتها أربع محاولات فاشلة والكثير من التشكيك، تمكن الأسطورة ليونيل ميسي أخيراً من تحقيق حلمه الكبير «لقب كأس العالم»، والجلوس عن يمين الراحل دييغو مارادونا الذي كان آخر من يقود الأرجنتين إلى التتويج العالمي، وذلك بقيادة «التانغو» للفوز على فرنسا بركلات الترجيح في نهائي سجل خلاله ثنائية (3 – 3 ( في الوقتين الأصلي والإضافي) أول أمس الأحد في ملعب لوسيل.
رفع ميسي الكأس وسط صرخات وهتافات آلاف الجماهير الأرجنتينية في أجواء صاخبة ولحظات تاريخية في ملعب لوسيل.
وحصل ميسي على جائزة أفضل لاعب في المونديال وفاز الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز بجائزة أفضل حارس مرمى في المونديال بفضل تصدياته المبهرة والتي قادت بلاده لمنصة التتويج.
كما نال لاعب الوسط الأرجنتيني إنزو فيرنانديز جائزة أفضل لاعب شاب في كأس العالم.ورغم ذلك ما زال منتخب البرازيل أكثر المنتخبات حصولا على اللقب بواقع خمس مرات (1958 و1962 و1970 و1994 و2002).
ثم ألمانيا (منتخب ألمانيا الغربية ومنتخب ألمانيا) (1954 و1974 و1990 و2014)، ومنتخب إيطاليا (1934 و1938 و1982 و2006) ومنتخب الأرجنتين (1978 و1986 و2022) ومنتخب أوروغواي (1930 و1950) ومنتخب فرنسا (1998 و2018) ومنتخب إنجلترا (1966) ومنتخب إسبانيا (2010).
وبعد هذا التتويج لا يمكن لأحد أن يشكك بمكانة ميسي كأحد عظماء اللعبة وحتى قد يذهب كثر لاعتباره أفضل حتى من مارادونا أو الأسطورة البرازيلية بيليه الفائز باللقب العالمي ثلاث مرات.
وانتظر ميسي ثمانية أعوام لتعويض فرصة فاتته عام 2014 في البرازيل عندما خسر النهائي أمام ألمانيا، ونجح في أن يجعل التتويج وداعاً مثالياً لمغامرته في المونديال.
في مشاركته الخامسة، أظهر ميسي شخصية مختلفة عن أي من مشاركاته السابقة بألوان المنتخب الأرجنتيني ولعب بأهدافه السبعة، آخرهما حين افتتح التسجيل الأحد في المرمى الفرنسي قبل أن يعيد بلاده إلى المقدمة 3 – 2 بعد التمديد، وتمريراته الحاسمة الثلاث، الدور الرئيسي في منح فريق المدرب ليونيل سكالوني فرصة تاريخية الأحد على استاد لوسيل، في مواجهة منتخب كان يحلم بأن يصبح أول من يحتفظ باللقب منذ برازيل بيليه عام 1962.
سجل ميسي مئات الأهداف وسحر عالم كرة القدم بمراوغاته وتمريراته وابتكاراته وسرعته.
هو قائد المنتخب الأرجنتيني وأفضل هداف في تاريخه (98 هدفاً) والأكثر ارتداء للقميص بـ172 مباراة دولية).
غير أن المونديال عانده قبل أن يفك عقدته في لوسيل.بالنسبة لبعض المراقبين، فإن الفوز بكأس العالم ليس سوى مجرد تفصيل صغير، فميسي هو الأفضل إن فاز بكأس العالم أم لا.
وبالنسبة للآخرين، سيكرّس كأعظم لاعب في التاريخ في حال توّج بلقب المونديال، وبالنسبة للبعض، خصوصا الأرجنتينيين أو جماهير نادي نابولي الإيطالي، فإن مارادونا في مجرة أخرى لا يمكن الوصول إليها.
أحرز ميسي الهدف رقم 13 له في تاريخ مشاركاته مع المنتخب الأرجنتيني في المونديال ليعزز رقمه القياسي بصفته الهداف التاريخي لبلاده في كأس العالم، متفوقا بثلاثة أهداف عن أقرب ملاحقيه غابرييل باتيستوتا.
كما أصبح ميسي أول لاعب في تاريخ كأس العالم يساهم بـ21 هدفا في تاريخ كأس العالم، بواقع 13 هدفا وثماني تمريرات حاسمة.
كما اصبح ميسي أول لاعب في التاريخ ينجح في التسجيل في جميع مباريات الأدوار الإقصائية، حيث سجل لبلاده الهدف الأول خلال الفوز على أستراليا في دور الستة عشر والهدف الثاني خلال الفوز على هولندا بركلات الجزاء الترجيحية في دور الثمانية ثم هز شباك كرواتيا بالهدف الأول خلال فوز بلاده بثلاثة أهداف دون رد في المربع الذهبي قبل أن يفتتح التسجيل لديوك فرنسا.